Input your search keywords and press "Enter".
December 18, 2021

الطريق إلى البراميل ومن غير كتافات

358 Views
الطريق

مشهد (1)

نهار خارجي في حمام السباحة

ولد صغير عمره لا يزيد عن 4 سنين، خايف من المية ولابس الكتافات والمدرب ماشى معاه خطوة بخطوة.. الولد خايف ولسة مش قادر يثبت على المية وقاعد يعيط كتير، المدرب قاله “عيط..عيط براحتك ..عايزك تملى الدنيا عياط وصريخ لحد ما تخلص خالص”.. الولد فضل يعيط وبعد كده بدأ يحاول يعوم.

مشهد (2) 

نهار خارجي في الجانب الثاني لحمام السباحة

من فترة قررت أبدأ اتمرن سباحة. عمري ما كنت شخص رياضي وعندي غباء حركي بكل ما تحمله الكلمة من معنى. بس من قبيل مواجهة الحياة،ومبدأ مش لازم نستسلم ولازم نجرب الحاجات اللى بنخاف منها ونبقى أبطال خارقين ونتحدى الألم والوجع والمخاوف وعوامل الزمن ونعمل حاجات مختلفة أنا قررت أبدأ التمرين، ما يمنعش برضه أنه رغبة دفينة جوايا من زمان  بإنى أعوم لوحدي بعيد لحد ما أوصل للبراميل.

اليوم الثالث ليا في التمرين أهه بدأت أعوم نسبيا بدل التطبيش، أخدت البسين م الأول للأخر عوم من غير مساعدة حد ومن نص المسافة ما كانش ليا طول ونجحت لأول مرة انى اشغل ايدي ورجلى مع بعض، الوصول للحافة كان إنجاز بس بعد قطع نفس طويل، كان لازم أرجع للحافة الثانية عوم برضه.. بس حبدأ من المكان اللى ماليش فيه طول.

مشهد (3) ..الطريق صعب

“فضلت متسمرة في مكانى.. أنا بعمل إيه هنا؟ أنا نفسي اتقطع حرفيا ومفاصلي مش قادرة تتحرك. أيه ده حستسلم؟ !! لأ طبعا مش حينفع أسلم كده بسرعة لازم حبة مقاومة.. بس صعب

ما فيش كلمة جت في بالى غير صعب. أنا مش بس مش قادرة أنا مش عايزة.. أنا إيه اللى جابنى هنا؟ يعني ليه طول الوقت لازم يكون في صراع ومقاومة وشيء مطلوب الوصول ليه. أنا مش عايزة أوصل لحاجة أنا عايزة اعيط زي العيل اللى هناك وأي حد يطلعنى من هنا.. أنا زهقت أنا محتاجة استسلم بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

لأ لأ حبة كمان إدي نفسك فرصة.. فضلت أعافر حبتين، المعافرة صعبة، حركتى تقيلة وقلبى أتقل. كلمة صعب بقت هي الوحيدة اللى في قلبي وعقلي. اه صعب..المنطق بيقول لما الجرح يخف ابقى انزل كمل حربك، بس ايه المنطق ان كل جروحك مفتوحة وبتنزل تكمل كل حروبك..ما فيش اى منطق. مافيش أي منطق يخليك تهرب من الاستسلام في اللحظة اللى الألم فيها بقى أقوى من المحتمل، بقى فوق طاقتك..مهما كنت بطل فكلمة صعب لازم حتلاقيها في نص السكة ولازم تصدقها. 

مع أفكارى كنت بعوم بس عشان ما غرقش، لحد ما يدوبك رجلى لقت تحتها أرض.. وقفت وقررت أطلع وما أكملش.. لأن في اليوم ده كان صعب.

اسوأ شيء في الحياة لما تقتنع أنك قوى لدرجة كبيرة، لأنك حتفضل تزود في أوجاعك وتقوم الصبح تلاقيك مش عارف تداوي ايه ولا ايه…أسوأ شيء لما بنسكت واحنا محتاجين نتكلم..اسوأ شيء لما بنضحك واحنا بنعيط.. اسوأ شيء اننا بنصدر طول الوقت رسايل إننا قادرين على تحمل كل حاجة بس حرفيا احنا شايلين نفسنا بالعافية. ادعاء القوة بيخليك تتغش في نفسك وتفتكر إنك قادر تعوم للبراميل وترجع لوحدك وفجأة رجلك تخونك في نص المية. ادعاء القوة ما بيخليش حد يصدقك لما تقول صعب مش قادر مش عايز مش فاهم.. بتبقى بتغرق والكل يعدي جنبك يقولك انت بطل ويسيبك ويمشى لأنه عمل اللى عليه – ما انت بطل-. تبقى شبه وتد الخيمة الكل يلف حكايته حواليك وأول ما تحاول تحكي حكايتك اللى حواليك يسمعوك بطرطوفة ودنهم وأصغر حتة من قلبهم وفي النهاية لا تحكي ولا تتسمع.. ما انت اصلا ما اتدعودتش تحكي لحد..ما انت البطل الخارق في نظر الجميع

مشهد (4)

رجلى لمست الأرض، المدربة طلبت منى تمرين نفس تحت المية، قلت لها لأ.. نفسي اتقطع، تحت المية ماكنش تقل جسمي اللى حيشدنى لتحت، ده تقل أفكاري، تقل سكتى تقل كل الجروح اللى ما خفتش بالملح واللي بتتفح كل يوم مع الرحلة والحرب الجديدة .. مش لازم النهاردة أكون بطل مش لازم حرب مش لازم أكون أنا الشخص المثالى في القصة انا أسوا نسخة ظهرت من بنى أدم مش لازم أراجع اللى كتبته وأتاكد انى كتبت حلو لأن مش لازم يبقى حلو.

مشهد (5)

الولد الصغير طلع من البسين مع انه لسة صغير، مع إن كان فيه مدرب سانده في السكة، مع انه كان لابس كتافات. وانا طول السكة مشتها لوحدى، لا عيطت ولا خفت ولا قعدت على جنب ارتاح ولا حكيت لحد..مشيت في الدنيا لحد البراميل لا كابتن دلنى ولا كتافات رفعتنى على وش المية .

اقرأ أيضا: عزيزي حمو بيكا.. مين فينا مش عايز قميص بكتاف