Input your search keywords and press "Enter".

المستيكة لا تزال في جيبي

303 Views

أقف متسمرة قدام البياع، عاملة نفسي بفكر في نوع المستيكة للي عاوزاها،  لحد الحَوْش التلاتة اللي جوا عقلي يوقفوا خناق، وحد فيهم يقرر ح شتري المستيكة ولا بلاش…اصل انا مقلتلكوش، انا مخي فيه اوغاد كتير بيتخانقوا لما أجي افكر ولا أخد اي قرار، اسمحولي أعرفكم عليهم وهما أبو ضرامة، نورا، عربود، كل دول جوايا أنا صعلوكة، ودي الخناقة اللي حصلت بينا

أبو ضرامة: هي مدافعتش ليه؟ 

نورا: الهانم عاوزة تشتري مستيكة؟

عربود- أيوة أحنا محتاجين مستيكة فعلًا

أبو ضرامة: أنت أي حاجة فيها صرف وبعزأة نبقى محتاجنلها

أبو ضرامة- أنا مش فاهم مش لسه نازلة وغاسلة سنانها؟! ما تجيب اللبن وخلاص بقى! المصاريف كده ياما  

نورا- أنت عارف ومتأكد أنها بتحتاجلها لما بتتوتر  

عربود- أنا مش فاهمكم، ما تسبيوها في حالها توتر مش توتر، هي عاوزة حاجة ما تعملها وخلصنا

ضرامة: خلينا أحنا وراك لحد باب الدار، ح تموتهالنا

عربود: أنا؟! ده أنا أكتر واحد بخليها تشبرأ عليكم كلكم.

ضرامة- منك لله، خلتها تنسى وجودي! نفسي أعرف مين للي خلاك تسيطر النهاردة

نورا: أهدوا شوية، البت بقالها ساعة قدام الراجل عاملة نفسها بتختار حاجة وهي مستنياكم ترسوها على بره

أنا: (بتجاهل اسئلتهم الوجودية ونكافهم) ماشي ح أخد المستيكة دي، كده كام؟ 

البياع- 18 جنيه

أنا- ليه؟ هي المستيكة بكام؟

البياع- ب 10 جنيه 

عربود – ليييييه بنكهة الحشيش؟

ضرامة موجها لكلامه لعربود: مقضيها استظراف وخفة، ومنزلها ب 25 جنيه، دفعت منهم 18 مستيكة ولبن! فرجني ح تخلييها تروح أزاي؟ 

أنا- بقولكم أيه؟ اسكتوا بقى، أنا ح ركب ترام للشغل وإن شاء لله ربنا ح يستر

الجميع- الستر من عندك يا رب.

ركبت الترام، وأنا أدعو الله معهم أن يكملها بالستر ومتفاجأش بأي موقف في الشغل  يصارع أفكاري ويجبرني أبين فلسي الشديد! دفعت الـ  2 جنيه تمن التذكرة؛  وطلعت الكتاب أقرأ فيه شوية، وصلت لأرض المعركة في نص ساعة، طلعت المستيكة وعربود ربنا يطولي في عمره، خلاني أوزعها على المكتب كله، وميتبقليش إلا واحدة اشيلها لوقت عوزة. 

مكنش في أي بوادر بحمد ربنا وفضله تزقني أتعامل مع الفلوس لحد ما داهمتني زميلتي بجملة “مش ح نفطر؟” فأرد عليها “أه – أنا جعانة أوي، ح تاكلوا ايه؟” فيشقلب أبو ضرامة ترابيس بطني، ويزغللي عيني! 

ض- يابنتي انتي نسيتي؟! احنا ممعناش إلا 5 جنيه، وأمك عاملة أكل! اتلمي!

ع- بصي أنا لا بطيق أبو ضرامة ولا بتحمله، بس هو عنده حق! 

أنا- وحياة أمك يا عربود مش أنت للي بتقولي اصرف ما في الجيب؟

ع- أه، بس مقولتكيش بهدلي ما في الجيب أوي كده يعني

أنا- أعمل أيه أنا دلوقتي؟

ن- قوليلها أنك نسيتي وأن أمك عاملة أكل! 

أنا- جهنمية! مش بحبك من فراغ أنا! 

ض- أخلصوا! البت بقالها ساعة واقفة مستنية تقوليلها ح تطفحي ولا لأ! 

أنا (في رجوع مفاجأ للواقع)  أنا نسيت، دي ماما عاملالي لانش بوكس قد الدنيا، اطلبوا انتوا وح بقى أجي أقعد معاكم ناكلوا!

خلعت من الموقف باعجوبة، وقررت أهب فيهم! “ممكن تبطلوا خناقتكم دي لحد ما نروح، مش عارفة ح صبر عليكم لحد أمتى؟” اتلموا شوية لنهاية يوم العمل ونزلت مع صديقتي، ومن غير ما اقصد أقول بعلو صوتي! “هو ليه المستيكة بقت بـ 10جنيه؟!” لم ترد صديقتي على السؤال، خصوصًا أنه خارج سياق كلامنا تمامًا؛ لتنتهز نورا الفرصة لتحكي وتبعبع انها مش عارفة تتعامل ولا تحدد أيه اللي يتصرف عليه وأيه للي ميتصرفش عليه، الأكل من بره، اتمنع، والكافيين، وبقى في البيت، بس ليه المستيكة تبقى ب 10 جنيه؟ وهي حاجة مهم تبقى موجودة! رفاهية؟ أه، بس محتاجين لها! فأيه العمل؟

في لحظة مكنتش متأكدة مين للي بيكلم أنا ولا نورا ولا عربود ولا أبو ضرامة! كل واحد فينا حكى موقف في نفس التاني 

أبو ضرامة:  أنا اتكلمت كتير معاها، يمكن تلغي اشتراك نتفليكس وانغامي والذي منه، بس أبدًا! أنا فاهم أن لولا الاشتراكات دي كان زمان تليفونها ولا لابتوبها متهكر ولا متفيرس، بس ليه المصاريف دي كلها 

عربود: ما دي الفكرة بالظبط! أأنا مش عاوز إلا راحة البال، ودايمًا مركز أن نفسيتهم تبقى مرتاحة، فكنت بزقها تصرف وتفرح نفسها وتستمتع بالدنيا واللي فيها، بس دلوقتي بقت تصرف من هنا وتتنكد من هنا، ولو اتكلمت واشتكت تتوصم! الحال ميسور ومستور، أهلها محافظين على مستوى معقول، بس للي كانت متعودة عليه راح من ايدها، مبقاش عندها رفاهية تقعد مع صحابها في كافيه حلو، وبقت تقعد على القهوة، مبقاش عندها مساحة تخرج مع نفسها، بقت بتفكر ألف مرة قبل ما تدخل ورشة تتعلم فيها حاجة بتحبها، ولو سجلت واتقبلت تفضل تخبط اخماس في أدساس عشان توفر المبلغ! الحال مكنش كده، والصعوبة في أن المستيكة بقت ب 10 جنيه 

نورا: ولو سيبنا كل ده، ولغينا كل ده، أزاي ح نسيها أنها محتاجة تحافظ على صحتها وفي نفس الوقت توفر؟! 

(كلهم في نفس واحد) هو أيه العمل؟

فضلنا نحكي ونقول ونعيد، وصاحبتي بتسمع وبتحاول تفهم أكتر يمكن تقدر تساعد، فنقولها معلومات أكتر عن حالنا

اللي اتبدل وأحنا مش عارفين، لحد ما وصلنا لباب بيتي! ومحتاجناش نصرف الـ 5 جنيه

للمزيد: ليه تكون إنسان واحد لما ممكن تكون إنسان كومبو