Input your search keywords and press "Enter".
August 23, 2023

انا واوبنهايمر وياليل ياقمر المانجة طابت ع السجر

177 Views

تماشيا مع الأحداث قررت أدخل فيلم أوبينهايمر، واللي ما يعرفهوش ده عالم كبير في مجال الطاقة الذرية، وهو كان رئيس فريق مانهاتن والمسئول عن اختراع القنبلة الذرية اللي امريكا ضربتها على اليابان علشان كده سموه “ابو القنبلة الذرية”

شفت الفيلم العميق اللطيف اللي الأمريكان في العادة بيوجهوا فيه رسالة مضمونها ” لقد قمنا بتدمير العالم لكننا نشعر بالأسف، وان شاء الله ناخد بالنا في التدمير القادم..ما قلنا سوري ما تقرفوناش في عيشتنا”.. وبعد ما السينما شطبت فضلت ماشية أفكر في العديد من الاشياء، في البداية اكتشفت إن الشر مش دايما بيبدأ شر، هو بيبدأ بفكرة براقة، شيء يقنعنا انه يستحق، وبعد ما نتأكد من جانبه السيء مش بيكون عندنا الشجاعة الكاملة للتراجع، وبنكمل واحنا بنقنع نفسنا اننا هنحاول على قد ما نقدر نستخدم الشر استخدام عادل، ودي معادلة وجودية عند كل البشر من ساعة ما ربنا خلقهم، يعني آدم لما أكل التفاحة كان دافعه الفضول أو التجربة وبعد أول قطمة ما عرفش يتراجع، اللحظة دي فكرتني بفيلم أحمد زكي أرض الخوف، والمفروض إنه بدأ مهمة هدفها نبيل بس كان متاح له انه يستخدم كل الأدوات غير النبيلة علشان ينجزها، فوقتها  قال “أنا كنت قادر أشوف كل حاجة بوضوح ، كنت متأكد من اللى بعمله . بعد كده إبتديت أحس إن أنا بشوف الصورة من ورا لوح إزاز .. وبالتدريج إبتدت كدا تتكون طبقة زى التراب ، لكن التراب إبتدا يزيد لدرجة إن أنا مبقتش شايف أى حاجة ، صورة ضبابية ، الذكريات إختلطت مع الأحلام مع الأوهام مع الحقايق.  وفى الفترة الأخيرة بحلم بكوابيس وأصحى خايف مش عارف ليه !  بقيت حاسس إن محكوم على بالوحدة،  متعلق في الهوا .. لا قادر أمسك حاجة بإديا .. ولا فيه أرض تحتيا..بقيت أسأل نفسي سؤال : أنا ليه بقيت كدا ؟!”

لكن الغريبة ان ماحدش في العالم بقى يسأل “احنا ليه بقينا كده”؟ كل يوم مليارات الدولارات بتتصرف على تصنيع الأسلحة والصناعات التقيلة، ابحاث ومعامل وناس واقفة ورا أجهزة ضخمة ومعقدة علشان تخلق شيء يدمر الحياة بدعوى انهم بيطوروها.. واستهلاك موارد واحتباس حراري .. كل ده ليه؟  الانسان عايز يثبت لنفسه ايه؟ والعلم اللي ماغيرش حياة البشر غير للأسوأ فين وجهة الطيب؟..ليه كل التقل والفلوس بيدفعوا في تجارب مؤذية بالرغم إنها لو اتوجهت للمنفعة الحقيقية الحياة هتبقى أفضل، وطبعا ممكن نقول إن دي أسئلة شخص ساذج خايف يفهم الحقيقة لأن الحقيقة زي ما قال تشيرشل ” شيء ثمين لدرجة أننا نحتاج لجيش من الأكاذيب لحمايتها”..لكن خلينا نقول إن يمكن الزمن ينصفنا في يوم ما وتنتصر السذاجة، وتنتصر أحلام طفل لم يختبر شرور العالم

لكن برضه فضل سؤال يراودني كتير، هو ليه احنا باصين على الجانب الاخر من العالم، مؤمنين بنظرياته، عايزين نبقى شبهه؟ حابين صورته مع انها صورة نصابة ومش حقيقة؟ صورة جزء كبير منها خالي من المعنى والآدمية وبقى عبارة عن آلة بتسحق روح الانسان للآخر والاسم تقدم؟؟ ليه ليه ليه، اسئلة كتيرة كانت بتدور في دماغي قطعها صوت اغنية محمد رشدي “اه ياليل يا قمر والمانجة طابت ع السجر” اللي طالعة من كاسيت قديم في عربية آيس كريم ماشية جنبي، سحبتني الأغنية من افكاري، واكتشفت ان بياع الايس كريم ده اهم من اوبنهايمر وفريق مانهتن والتجارب العلمية والطاقة النووية والكل كلية..المجد لبائع الآيس كريم، الرجل الذي  يصنع البهجة ويوزع الآيس كريم في يوم الاحتباس الحراري حبس فيه على نفسنا كلنا..وتركت أفكاري الوجودية ومشيت اغني اه ياليل يا قمرو المانجة طابت ع السجر..كان فيه ولد مالهوش بلد غير عين حبيبته المخلصة، فلاح وغاوي يقول غناوي ويعشق الخيل والعصا..