“إذا كان حد عايز يكافح ما يكافح”؛ جملة احتفت بها مذيعة قناة العربية رشا نبيل مقدمة برنامج محل نقاش. وهي جملة مجتزأة مما أُطلق عليه “تسريبات ناصر”. وهذه التسريبات ليست إلا حوار بين جمال عبد الناصر وزعيم الثورة الليبية آنذاك، معمر القذافي في نهاية1970.

شمل الاحتفاء مقدمة ملخصها أن مشروع الزعيم الحالم بالقومية العربية فشل، وأنه تحول من رجل مقاوم إلى رجل واقعي وجد أن السلام مع إسرائيل هو الحل الأبدي.
ومنذ ظهور هذه التسريبات كان هناك حالة من النشوة في البرامج التي اهتمت بالأمر. وكأن الخطاب الإعلامي يريد أن يقول: الرجل الذي قال: ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة أذعن ومال للسلم، فليس علينا نحن لوم. والرجل الحالم بالحرية أخيرا أدرك أنه أضعف من عدوه واستعد للمهادنة، فلماذا تصرون على أن نتخذ موقف أول من خذلكم فيه هو محرركم؟
ونحن هنا أمام محاولة صريحة لتزوير مشهد في التاريخ من أجل الدفاع عن موقف حالي. وهي ليست المحاولة الأولى. فهناك ملايين تم ضخها من أجل إبراز أهمية معاوية “التاجر القائد” وحكمته في مقابل عليَ الثائر.. لكن دعونا في الثائر الأقرب لتاريخنا. لما وثٌق وسُجل في مواقف ونتائج.
والفكرة كلها تكمن أن الميديا بطريقة ما أبرزت أجزاء من الحوار لتروج فكرة مفادها؛ ( عبد الناصر هو رجل حالم، هزمه حلمه. وبعد أن ذاق الهزيمة وعرف أنه أمام عدو قوي فقرر أن يصبح واقعيا ويبدأ في المفاوضات ويستجدي الجميع). لكن هل حدث ذلك فعلاً؟ لكي نجيب علينا تفكيك المشهد إلى أسئلة ونجيبها في ظل الوقائع التاريخية.
هل كان عبد الناصر مهزوماً؟
في صباح الخامس من يونيو 67 انهزم ناصر كرجل سياسي وعسكري. لكن الحوار المسجل كما ذكرت كان يدور في أواخر عام 1970. وهي الفترة التي قبلت فيها مصر مبادرة روجرز. والتي رفض العرب قبولها واعتبروها تفريط. فما هي هذه المبادرة؟
مبادرة روجرز:

وليام روجرز وزير الخارجية الأمريكي
هي المبادرة التي طرحها وزير الخارجية الأمريكي وليام روجرز على مصر في 19 يونيو 1970. وفي هذا التوقيت وصلت حرب الاستنزاف إلى أوجها على الجانبين. وكانت مصر قد بدأت تُوقع خسائر موجعة في الجانب الإسرائيلي. ولنضع هنا خطوطا كثيرة تحت جملة خسائر موجعة.
تشمل بعض بنود المبادرة وقف مؤقت لإطلاق النار بين الجانبين لمدة ثلاثة أشهر، مع الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 242، الذي يدعو إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي تم احتلالها في عام 67.
البند الذي أريد أن أُسلّط الضوء عليه ينص على ما يلي “يمتنع الطرفان عن تغيير الوضع العسكري في داخل المنطقة التي تمتد 50 كيلو مترا شرق وغرب القناة. ولا يحق للطرفين إدخال أو إنشاء أية مواقع عسكرية في هذه المناطق. ويقتصر أي نشاط على صيانة المواقع الموجودة وتغييرها وإمداد القوات الموجودة في هذه المناطق.
ولنبسط هذا البند بصيغة أخرى. فلنتخيل؛ مثلاً.. أنه عند تنفيذ القرار كانت إسرائيل على الجبهة الشرقية للقناة في المنطقة أ، بينما كانت مصر على الجبهة الغربية في المنطقة س. فمجرد إعلان وقف إطلاق النار تتوقف مباشرة أي أعمال عسكرية حتى لو كانت نقل قطع عسكرية. وعندما نرى الآلية التى قام ناصر باستخدامها لتنفيذ القرار بما يخدم من الناحية العسكرية سوف يكون لدينا تصور واضح عن مسار هذه المفاوضات وغرضها.
إذًا، البنود الثلاثة هي بعض بنود مبادرة روجرز التي وافق عليها ناصر. لكن لماذا وافق؟ هنا علينا أن نوثق المشهد العسكري على الجبهة المصرية، ومنه نستنتج هل كان ناصر حالما مهزوما؟ أم حالما استطاع أن يتعامل بثبات على أرض الواقع.
فلنرجع قبل موعد طرح المبادرة بشهور، ما الذي كان يحدث على الجبهة المصرية بتخطيط ناصر؟ يمكن أن نلخص ذلك في نقاط:-
- 21 أكتوبر، أي بعد أشهر قليلة من هزيمة يونيو 67 بدأت مصر حرب الاستنزاف؛ وشنت هجمات متفرقة على المواقع العسكرية الاسرائيلية، وفيها أوقعت خسائر في صفوف الجنود وخسائر في المعدات.
وهنا لابد أن نشير إلى نقطة مهمة للغاية تحدث عنها الفريق أول كمال حسن على والذي كان رئيس الفرقة 21 مدرعات خلال الفترة 68-70. حيث يذكر مكسبيين أساسيين لهذه الحرب.
- أولاً: أن الجانب الإسرائيلي كان لأول مرة منذ بداية الصراع يعرف معنى الخسائر. حيث خلت حروبه السابقة مع العرب من الاشتباكات واعتمدت على سلاح الطيران. لكن في حرب الاستنزاف بدأ يذق معنى الخسارة في المعدات وفي الأرواح.
- ثانيا: رفع الروح المعنوية للجندي المصري، بعد شعوره بأنه قادر على إلحاق التدمير بقوات العدو. وهذه كانت المرة الأولى التي يتاح فيها للجندي المصري أن يشتبك عن قرب مع الجندي الإسرائيلي وهو ما ساهم في كسر الأسطورة حوله، وجعله يبدو أنه جندي يمكن هزيمته.
- بعد أن بدأت القوات الإسرائيلية في تلقي هزائم عسكرية، لم يعد إمامها إلا ضرب أهداف مدنية في العمق المصري، فكانت عمليات مثل قصف مصنع ابو زعبل، قصف مدرسة بحر البقر. قناطر نجع حمادي ومحطة محولات الكهرباء وكوبري دندرة.
وكان الهدف من هذه الضربات هو إشعال الرأي العام ضد عبد الناصر مما يزيله كعقبة من أمامهم. ومحاولة إزالة عبد الناصر من الصورة إن دلت على شيء فإنما تدل على أنه لم يكن رجلا مهزوما، وإلا لكان سقوطه حتميا.
حائط الصواريخ

وضرب الأهداف المدنية في العمق المصري كانت واحدة من أزمات القيادة العسكرية في مصر. لأنها كانت تحدث كنتيجة حتمية لتدمير قواعد الدفاع الجوي المصري خلال الحرب، وبالتالي أصبحت “السماء مكشوفة” للطائرات الإسرئيلية حيث لا يوجد صواريخ تقوم بمقاومتها. ولهذا كان لابد أن يعمل عبد الناصر على بناء حائط الصواريخ على خط القناة من أجل توفير حماية للعمق المصري سواء للأهداف العسكرية أو المدنية. وهذه كانت واحدة من أهم نقاط خلافه في المفاوضات مع القيادات العسكرية الروسية. وهذا الأمر يمكن أن نوضح سياقه بشكل أفضل في إطار ما كتبه الفريق اول محمد فوزي في كتابه “حرب الثلاث سنوات”
وفيها يذكر ما مفاده؛ أن عبد الناصر خلال مفاوضاته مع القيادات الروسية كان حادا بشأن الحصول على الأسلحة الأكثر تطورا والتي تكافىء الأسلحة الإسرائيلية.
وفي هذا الصدد وضعهم أمام خيارين فإما حصوله على الأسلحة، أو تنازله عن الرئاسة لأحد القادة الذين لديهم -ميل- وقدرة على التفاهم مع الأمريكان. وهذا يعني أنه سوف يوجه للروس أنفسهم ضربة موجعة تحرق واحدة من الأوراق المهمة في الصراع الروسي الأمريكي. وهذا ما قدمه السادات بسهولة مع بداية حرب أكتوبر وله محل وسرد آخر.
ويمكن أن نُلخص بعض النتائج المهمة للاجتماعات بين عبد الناصر والقيادات الروسية في النقاط التالية:
- مد قدرات الجيش المصري بأسحلة اكثر تطورا وقادرة على تحقيق مكاسب جيدة في الصراع.
- وصول دفعة من الأسلحة مع الخبراء و العسكريين الروس ومنهم الطيارين. وقد أدى ذلك إلى تقليل ضربات العدو الإسرائيلي حتى لا يحدث صراع مباشر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
بعد الكثير من المعارك والمفاوضات والمناورات حققت مصر مكسبا عسكريا مهما، أكده كل من الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية في هذا الوقت. واللواء سعد الدين الشاذلي الذي قائد القوات الخاصة وبعدها أصبح مسئولا عن تأمين منطقة البحر الأحمر. وأهم ما تشمله هذه النتائج:-
- في يونيو 70 كانت مصر نجحت في بناء حائظ الصواريخ في القناة وبالتالي قللت ضرب العمق المصري، وبدأ اصطياد الطائرات الاسرائيلية في اسبوع أطلق عليه “اسبوع صيد الطائرات” وفيه تمكنت اسلحة الدفاع الجوي من إسقاط خمس طائرات إسرائيلية منها طائرات طراز فانتوم، و أسر ثلاثة طيارين إسرائيليين ومقتل آخرين. وبعض المصادر تُرجح أنه تم إسقاط عدد يتراوح بين 12 إلى 24 طائرة فانتوم وسكاي هوك إلا أن هذه الآراء غير مثبتة.
وفي 19 يونيو 1970 تقدم روجرز بالمبادرة. وكان هدفه إنقاذ إسرائيل من الضربات التي لم تكن تصدق أنها سوف تلحق بها في يوم ما.
من كل النقاط السابقة هل يبدو أن ناصر في مأزق عسكري ومشرف على الهزيمة لذا فليس أمامه إلا الموافقة على المفاوضات والحل “الواقعي”؟ أم أن المفاوضات هنا كانت لكسب الوقت من أجل استكمال الاستعدادات العسكرية!؟
مراوغة أخيرة
ولكي نقرأ الصورة بوضوح ونعرف في أي الاتجاهات كان يسير ناصر.سأستحضر نقطتين مهمتين الأولى تتعلق بما ذكره الفريق أول محمد فوزي في كتابة “حرب الثلاث سنوات” والثانية ما سجله هيكل في كتابة “أكتوبر 73: السلاح والسياسية”
بالنسبة للفريق أول محمد فوزي فإنه يذكر: أن عبد الناصر سأله عن رأيه في قبول المبادرة فأبدى تحفظه من أن المبادرة قد تكون عامل لتقليل الروح المعنوية للجندي المصري، وفي نفس الوقت قد تمنع تحريك القطع العسكرية. لكن الحوار انتهى إلى قبول اللواء فوزي للمبادرة في مقابل أن المصريين سوف يحصلوا على 3 اشهر لإكمال التحصينات العسكرية..وكانت اهم خطوة عسكرية هي زحزحة الصواريخ إلى خط القناة قبل وقف اطلاق النار.
أما من الناحية العسكري فيذكر فوزي بالنص ما يلي: كانت مناقشتي هذا الموضوع مع الرئيس هى بداية تفكيرى فى كيفية زحزحة حائط الصواريخ إلى شاطى القناة قبل وقف إطلاق النيران مباشرة، وهنا عزمت على إتمام العملية فى الليلة السابقة لوقف إطلاق النيران».. يؤكد فوزى: «كان عزمى هذا معتمدا على قدرة وإمكانيات رجال الدفاع الجوى، فى تحقيق مثل هذا التحرك لما لديهم من خبرة عملية سابقة فى دفع كمائن الصواريخ إلى الشاطئ بعد الغروب والعودة بها فى فجر اليوم التالى»
وفي هذا السياق ننتقل إلى مناورة سياسية عسكرية قادها عبد الناصر ونفذها محمد حسنين هيكل الذي كان وزيرا للإرشاد “الإعلام” وقائما بأعمال وزير الخارجية وقتها حيث كان ينسق تطبيق المبادرة مع وزير الخارجية الأمريكي روجرز.
هذه المناورة كانت تتعلق باحتياج ناصرلوقت إضافي بعد إعلان وقف إطلاق النار من أجل أن يستكمل فوزي خطته. لذا اتصل تليفونيا بهيكل قائلا ” «لا أعرف كيف تفعلها، ولكنى أريدك أن تكسب ست ساعات لفوزى لادخال مجموعة بطاريات صواريخ إلى الجهبة قبل أن يسرى وقف إطلاق النار. هناك أيضا دمى بطاريات صواريخ، وسوف يتم استبدالها ببطاريات حقيقية»..
وبالفعل بدأ موعد وقف أطلاق النار وسريان الاتفافية، لكن التحركات العكسرية المصرية كانت مستمرة من أجل نقل بطاريات الصواريخ.
بعد سريان موعد إطلاق النار بدأ روجرز الاتصال بهيكل للتأكد من التزام مصر بالقرار، فأكد له هيكل هذا الالتزام، إلا أن هناك مشكلة واحدة تعوقه ويتم حلها، وهذه المسألة متوقفة على ضابط كبير مندفع اسمه “سعد الدين الشاذلي” قائد جبهة البحر الأحمر وهو مستمر في عملياته لكنهم يحاولون الاتصال به لإعلامه بسريان وقف إطلاق النار. إذا؛ 6 ساعات أخرى جعلت بطاريات الصواريخ على خط القناة.. أي أن مصر الآن أمنت سمائها من جديد. وهذا الأمر كما قال هيكل لم يكن يخلو من تعقيدات لأن اسرائيل وأمريكا بدأوا يعلنوا أن مصر حركت بطاريات الصواريخ.
ناصر الواقعي: مفاوضات تحميها القوة العسكرية
إذا هنا نعود للسؤال الأول؟ هل هذا المشهد مشهد قائد مهزوم؟ هل قبول الاتفاقية والتي لا تشمل الصلح لكنها تشمل وقف إطلاق النار والانسحاب تعني أننا أمام رجل حالم فشل أمام حلمه ووجد أن الواقع يحتم عليه قبول الصلح والاستسلام؟ أم أننا أمام قائد مناور بدأ في معرفة السبل التي تحقق بها الأحلام إلى واقع؟ ولكن لم يمهله القدر.
هل هنا نحن أمام ناصر الواقعي؟ نعم إنه الواقعي جدا؛ ولكن ليس الواقع المبني على شعور بالضعف وقبول إملاءات العدو. لكنه الواقعي الذي أدار الخيوط الذي يملكها بدهاء، وكان مدركا لحدود الخطوة التالية.
ربما لو كان القدر أعطاه سنوات أخرى لكان تغير موقفه، لا أحد يعلم. لكن المشهد المثبت الآن أن محاولة “تلبيس” الرجل في فكرة قبول العدو، هي فكرة فاشلة كمطليقها.
بل إن محاولة إظهار ناصر على أنه بطل بلا حدود، أو انه مهزوم بلا ثمن هي قراءة سطحية للتاريخ. وهذا ما يجعل محبين الرجل أو فكرته يصدمون عند أي نقد يوجه تجاهه ويندرجون في محاولات دفاع مطلقة تفقد التجربة معناها. فالتاريخ ليس قصة علينا أن نخرج منها سعداء لأن بطلنا انتصر. لكنه اللحظة التي نسأل فيها كيف أدار المواقف؟ ماهي الأوراق التي كانت في يده ولعب بها؟ وما هي الأوراق التي خسرها سواء بجهل أو عمد أو سوء تقدير.
بالطبع ناصر له آخطاء كارثية؛ لكن في هذا المشهد كان الرجل هو ناصر الذي صنعاه في خيالنا وكان التجسيد الواقعي لهذا الخيال ببراعة. ربما هي البراعة التي لا تكتسبها إلا بعد التجارب المريرة.
فلماذا يحاولون الآن آن يقنعوا الجميع أن قرار التصالح هو قرار العقل؟ أهو مبدأ “لا تعايرني وأعايرك الهم طايلني وطايلك”.. وهل المفاوضات مع وجود قوة تتساوي مع التسليم بلا شرط بل والتآمر.
الأسئلة التي يجب أن نسألها
ويأتي هنا سؤال آخر، ماذا لو افترضنا فعلا أن عبد الناصر استسلم؟ وأن الرجل هُزم وسُحق ووجد أن السلام المطلق هو الحل. فهل المواقف السياسية تورَث؟
وبالمناسبة يذكر هيكل أن فلسفة ناصر بالنسبة لإسرائيل لم تكن فلسفة عسكرية بالمرة، إنه لم يفكر في حربها، لكنه كان يرى أنها مثل السنطة التي تظهر على يد الفلاح، فهو لا يقوم بقطعها، لكنه يلف عليها شعرة حصان حتى ينقطع الدم عنها فتسقط وحدها. لكن يبدو أن كان هناك دماء كثيرة تضخ لها.
ودعونا نقف أمام شيء آخر؛ هل 50 ألف شهيد على الهواء يسقطون وشعب تتم إبادته وتجويعه وقوانين دولية يضرب بها عرض الحائط وتهديدات علنية بتغيير خريطة المنطقة تحتاج إلى أن نقارن أي موقف حالي بموقف منذ 50 عام؟
بعيدا عن فكرة القومية، أو الحنجورية كما يدعي البعض، هل يرى أحد عاقل أن النوم في سرير العدو سوف يكون هو الحل الأوقع والواقعي؟ اعتقد أنها اسئلة يجب أن تجاب بعيدا عن وجهة نظر ناصر أو مواقفه لكن تجاب من موقفنا الحالي ومن التهديد الذي بدأ في الاقتراب من الجميع ولن يترك أحد.
المصادر:
- كتاب حرب الثلاث سنوات: الفريق أول محمد فوزي
- كتاب مشاوير العمر: أسرار وخفايا 70 عاما من عمر مصر في الحرب والمخابرات والسياسة. الفريق أول كمال حسن علي.
- أكتوبر 73: السلاح والسياسة، محمد حسنين هيكل.
- لقاء اللواء سعد الدين الشاذلي/ برنامج شاهد على العصر