Input your search keywords and press "Enter".
December 18, 2021

قضايا وجودية في أغاني الست

290 Views

مافيش شيء مزعلنى في الحياة قد إني ما ماكنتش موجودة أيام أم كلثوم، دايما بتخيل نفسي قاعدة في الصف الأول وبفكر في الأسئلة الوجودية الكبيرة اللى كانت دايما بتفاجئنا بيها، عشان كده قررت كل مرة أحاول أجاوب سؤال أو أطرح فكرة هي قالتها 

أم كلثوم لما قالت “اسأل روحك”

احنا هنا قدام تويستة عبقرية من الست، لأنها بدل ما تطرح سؤال قررت تخلي حبيبها المجهول يسأل نفسه

لو ركزنا شوية هنلاقي أم كلثوم بطبيعتها ست قوية، والست القوية صعب إنها تتذلل أو تبدي ضعفها. كانت مثلا ممكن تبدأ الأغنية وتقول “حاول تفهم أسبابي” لكن الست ما ينفعش تتحايل، قدرها انها ست قوية يعني أكثر ست بتتعذب في الوجود، فتلاقى نفسها لما تتسأل عن أسباب تغييرها بدلا ما تقول إنها تعبت أو مش قادرة تواصل أو أن الحب ده سبب ألمها الأبدي، فتقوم ترمي القنبلة في وشه وتقول “اسأل روحك” .. والست القوية محتاجة راجل ذكي..يعني ماشي على مبدأ “الحدق يفهم” يعني لو ما فهمش يبقى غبي.. بس هل يا ترى الست ممكن تحب واحد غبي؟ أكيد لا..بس أكيد انه محتاج يفهم وهي عزة نفسها أكبر من أنها تفهمه أي شيء

ايه غيرني؟

ايه غيرني؟ ده برضه سؤال!! المشكلة دايما في العلاقات على مختلف انواعها أنه ماحدش بيسأل نفسه هو ممكن يكون عمل ايه يغير التاني، مثلا.. انت لما بتشتغل على “ابليكيشن” في النهاية بيطلب منك “فيد باك”، هل حضرتك عجبك التطبيق بتاعنا؟ هل أفادك؟ في حاجة ضايقت حضرتك؟ لكن في علاقتنا الإنسانية، بنتعامل مع التاني على أنه تطبيق مطلق ما ينفعش يهنج أو يرفض “البروسس” ولما نلاقيه وقف وسكت مرة واحدة مش بنسأل يا ترى احنا اتعاملنا معاه صح ولا غلط، يا ترى دخلنا في خانات مش من حقنا ندخلها، يا ترى بوظنا فيه ايه؟ يا ترى التطبيق لأنه تطبيق ساكت ومش قادر يعبر زي الست أم كلثوم لأن ربنا خلقها ست قوية فاحنا من حقنا نعتقد انه ما تعبش وما ملش، لكن على مين التطبيق أول ما يهنج نتهمه أنه أتغير من غير ما ندور على الزارا الغلط اللى دوسنا عليها وكان كفيل انه يدمر كل السوفت وير بتاعه

بعد ما كان أملي مصبرني

الجملة دي قاتلة، الأمل مش سهل، الأمل بيخلينا أضعف أشخاص على وجه الأرض، بنمشي في سكك أخرها حيطة سد، بنسيب نفسنا في الحدوتة لأطول فترة ممكنة، بندي كتير من غير ما نطلب تمن ولا مقابل واحنا عارفين ان الأمل مخادع. وفي نفس الوقت بنخلي الخدمة عرض مستمر بنخاف ننسحب فينقطع آخر خيط ، وساعتها بنكمل بغشومية ونقول هو من امتى اللى بيحب بيبقى عايز مقابل أو تمن، جملة حقيقة لكنها تقتل كل شيء، وقتها بنمسك في كلمة ولا ذكرى ولا ريحة ونقول ما يمكن الحاجات دي تخلي الأمل منور جوانا..ده بقى لما الامل يصبرنا، لكن أول ما بيروح – والأمل بيروح مع استمرار قسوة الغير وغشوميته وعينه المقفولة سواء بقصد أو من غير قصد عن الحقيقة-  القصد بقى ان الأمل لما بيروح وبنتعب من المشوار يبقى ياللا السلام. يعني الأمل اللى عند الست لما راح اتغيرت ولو حد سألها اتغيرت ليه حيبقى الإجابة اسأل روحك، أو الحدق يفهم

و بديت أطوي حنيني إليك ..و أكره ضعفي و صبري عليك

وهنا تخبرنا الست إنها ما كنتش بتعاقب حبيبها لكنها بدأت تعاقب نفسها، بإنها تتغير وإنها تبطل تدي وإنها تبطل تكون موجودة، هي حتبدأ تستعيد قوتها تاني اللى فقدتها في قصة حب من غير أمل، قصة فيها حنين وضعف وصبر، التلاتة دول هما اللى بيكسروا الجدران ويخلوا الست القوية تعمل استثناءات كتير لا يمكن حد يتوقعها، لكن بعد انتهاء الأمل مع الوقت والتجربة والاستنزاف وعدم الفهم أو على الأقل محاولة المداواة بتقرر تسحب كل ضعفها وحنينها وتتغير شوية شوية..اتغير ومش بإيديا.

و اخترت ابعد..و عرفت أعند..حتى الهجر قدرت عليه..شو ف القسوة بتعمل إيه؟…ده اختيارها لنفسها، حتى لما بعدت قررت هي تدفع الفاتورة من غير ما تحمل الطرف التاني أدنى مسئولية عن الاحداث، لكن كان طلبها الأخير أن تترك تبعد وتهجر في سلام من غير محاولة للاحتفاظ بيها بأي شكل.. لعل الحدق يفهم ويعرف أنها استوت على الآخر وده قرارها الحكيم كامرأة قوية لا تعرف أن تبوح بما يجول في خاطرها كما تفعل باقي بنات حواء.

كنت بشوفك بعيون حبي

وهنا تبين الست غلطتها الكبرى، حد يا ست يشوف حد بعيون قلبه، عيون القلب عامية وغشيمة ولا بيهمها خسارة عمر ولا روح، بتبقى زي العيل الصغير اللى بيلعب في الطين وفاكر نفسه بيبني قصور في الجنة، عيون القلب كدابة يا ست، ماكنش المفروض تصدقيها، كان لازم تجري تجري من الأول خالص.

بعد العمر اللي انا عشته لك..فيه إيه تاني أقدمه لك؟

اهه معادلة سهلة، ما فيش أغلى من العمر، عمرنا عامل زي حبة الرملة بين ايدينا، في ناس بتفضل ماسكة عليه لحد ما تلاقي اللى يدفع تمنه، وفي ناس زي الست فلتت ايدها بدري من غير ما حتى يكون في بالها انها حتقبض تمن، كل اللى فكرت فيه انها ترخي أيدها وتمدها للي بتحبه يمكن حبة الرملة دول يزرعوا جواه نبتة طيبة وخضرا تنفعه في يوم حر وعطش حتى لو كانت هي بعيد..لكن مع الاستمرار في عطشها هي اللى ما بيترواش، ومع عدم طرح أي سؤال أو ملاحظة عن ان في زرار غلط ممكن يكون متداس عليه، كان لازم الست تلم قبضتها وتاخد اللى باقي من عمرها وتنفد وتفلت بيه.. وهي كده قدمت كتير وما بقاش في شيء تانى تقدمه، ومش طالبة حساب للفاتورة غير أنها كما قلنا من قبل تترك لكي تذهب في سلام كامرأة قوية لا تعرف كيف تبوح.

وفي النهاية طلبت الست مرة أخرى أنه يسأل روحه من غير دراما ولا شحتفة ولا أي شيء سوى أنها حبت توضح موقفها بكل صرامة وقوة وحب.

وده كان رد أم كلثوم على سؤال ما اتسألش..لكن ده ما يمنعش انها نفسها سألت أسئلة كتير حنحاول نجاوب عليها في الحلقات المقبلة من أسئلة وجودية مع الست.

اقرأ أيضا: لو كان رفيق القلب هو نفسه رفيق الرحلة؟