Input your search keywords and press "Enter".
December 18, 2021

لو كان رفيق القلب هو نفسه رفيق الرحلة؟

248 Views

لا أعرف لماذا يقنعنا البعض أن السفر هو بديل قصص الحب أو المخلص منها؟ ألم يتخيل أحد روعة السفر مع حبيب؟! أفكر دائماً في هذا الأمر. ماذا لو جاءت الفرصة فكان رفيق القلب هو نفسه رفيق الرحلة؟ هذا المشهد وحده هو رحلة أخرى.

في الرحلة..من يسبق من؟

لكن مَن يسبق مَن؟ ماذا لو كان رفيق القلب يسبقني. فكان مسافرا مخضرماً عرف الترحال قبلي وحفظ كل زاوية في الطريق؟ هل سأكون رفيقة جيدة؟ ربما يفضل أن تصاحبه فتاة مغامرة مثله..لكن ثانية واحدة، في الحب والرحلة لا يهم من سبق، المهم أن تكون مستمتعاً بتلك الخطا التى تسير بجانبك.

الآن دعونا نتخيل المشهد.. سنفترض أني سبقته في الرحلة، واليوم أنا وهو نقف أسفل الجبل. سأكون أنا المرشدة في الطريق..أسير في المقدمة ويد الرفيق على كتفي، سأخبره أن يتحسس خطوته جيداً و عليه أن يتأكد أنها ثبتت ومن ثم يبدأ الأخرى. لا مانع من أن أسخر  من حذائه غير المناسب لطلوع الجبال كنوع من إظهار التفوق او المناغشة البريئة أو إظهار أني سأتغاضى عن الأشياء التي يقوم بها لأول مرة لأن  الأمر مختلف عليه. في المنتصف سأطمئنه أن لا يخشى السقوط فأنا صعدت هذا الجبل مراراً وعرفت أن من يختار الصحبة الآمنة لا يسقط ابداَ.. قد يأخذ هذا وقتاً أطول فنكون  آخر الصاعدين إلى القمة لكننا أسعدهم..

حكايات قليلة وقبلة

في الطريق سنحكي كل الحكايات التي وقعنا فيها وقمنا مرة أخرى، إن هذه اللحظة وحدها هي لحظة الانتصار الكبير. مهلاً مهلاً الأمر يحتاج بعض الرومانسية. إذاَ لنرتاح قليلاً  لكن في مكان ما في الجبل تسكنه وردة برية انا الوحيدة التى اكتشفتها، لذا أعطيت لنفسي الحق أن أسميها بإسمي ولأنه أول رفيق يراها سأفكر في طريقة نربط بها الاسمين سوياً..هل هذا هو الوقت المناسب لقبلة؟ لا أعرف لكن ربما يخبرنا الجبل لذلك.

أما الاحتمال الثاني هو أن يكون رفيق القلب قد سبقني وعرف طريق الجبل قبلي. لن أدعه يشعر أنه متميز عني. سوف أتحداه بكل طفولتي وأقول له أنا لست في حاجة لك وأستطيع أن أقوم بها وحدي وسوف أسبقه لا محال. سأسير بجرأة لم اعتدها لأني أعرف أن هناك من يلتقطني لو تعثرت قدمي..لا أعرف لماذا أتمنى هذه المرة أن أتعثر.

بعد مسافة ما من الأرض سيطلب على استحياء أن يسحب يدي الى أعلى لكنى سأرد بأني لن أفعل ذلك  إلا لأني مضطرة، وفي داخلى أهمس ” ليتنا نظل نسير للأبد”

ها نحن فوق القمة..سيكون قبلي بمسافة صخرة بسيطة  ويخبرني أن أغمض عيني -هذا ما تقتضيه الرومانسية-  سأصعد وأرى المشهد الواسع وأنبهر جداً  ليس فقط من لون السماء، لكن من هذا الضوء الذي يسقط على عينه لأراها بكل هذا الوضوح لأول مرة،وانعكاس صورتي وحدي فيها أيضاً.

فوق القمة.. بيوتيفول

يذكرني موقفنا في هذه اللحظة بفيلم كينج كونغ . عندما حمل القرد الكبير آن ووضعها أمام الشفق فقالت “بيوتيفول” لكني سأستبدلها وأقول له أحبك..أما بيوتيفول لن اقولها على ألوان السماء لكن على هذا الطريق الوعر الذي سرناه وعبرناه معاً،  هو يسند على كتفي مرة وأمنحه يدي ليشدها مرة، دون خوف. إن الطريق الذي يصاحبنا فيه رفيق القلب لا يجب أن نخافه. تستحق هذه اللحظة أن نقول معاً بيوتيفول. هنا الوقت مناسب لقبلة..ولا حرمانية فيها، السماء كلها تشهد وترى وسوف يشهد الجبل يوم القيامة أنها كانت في سياق  الدراما وأن كل منا كان لابد أن يمنح للآخر هدية الصعود.

في الصحراء سوف نودع الوحشة

هذا ما قد يحدث في الجبل..لكن المشهد قد يكون أجمل لو ذهبنا للصحراء سوياً..هنا لن يهم من سبق الآخر في رحلته. ربما الوحشة التي عاشت في قلبنا صنعت لكل منا صحراءه الخاصة ..أما الآن فنحن معاً في الصحراء، فنلبدد تلك الوحشة ونمحوها. فلنحضر سجادة بدوية سقط عليها الندى فرطبها، و يفرد كل من ظهره عليها وفوقنا السماء..إن هذا هو الوقت مناسب لكي يحكي لي شيء من حكايته الصغيرة. عن أكثر المواد المدرسية المفضلة له، أو عن صديقته التي تركت في قلبه ندبة قبل أن يصل طوله لطول مقبض باب الفصل.أما أنا ربما أغني أغنية أو أسأله ” هل تعرف ما هذه النجوم في السماء؟”..لن انتظر حتى يخبرني عن الانفجار العظيم والكواكب. أقلد مشهد تيمون وبومبا ” دي غازات.. انت كل حاجة عندك غازان، ده دبان منور لازق في السجادة الكبيرة أو ملوك الماضي العظام”.. ونضحك.. لكن لن أخبره أن نجمة منهم هي رفيقتي التي أرسلها معه لترشده في الطريق.. ربما نجرب رحلة في وادي بين الأخضر واليابس، سوف يكون من الجميل لو صادفنا صوت طائر وأخذنا ساعات لكي نخمن أسمه حتى ينسانا القدر في هذا المكان..عندما ننزل من الوادي وفي الطريق للمدينة سوف نتشارك الهاند فري ونسمع سويا كلمات جاهين وهو يقول.. أنا عازمك ياحبيبى لما الاقيك على فسحة في جميع الطرقات نتنطط نتعفرت نترقص كده هه كده هه كدها

اقرأ أيضاً: الطريق إلى البراميل ومن غير كتافات