Input your search keywords and press "Enter".
December 18, 2021

“عزيزي المفرهد..مين مش عايز قميص بكتاف

391 Views
رسالة شخص مفرهد

عزيزي المفرهد أكتب إليك أول رسالة من عنبر الخطرين. وهذا يعني أنك سوف تقرأ مني العديد من الرسائل فيما بعد. سوف تتسائل لماذا اخترتك أنت بالذات بالرغم أنك مفرهد مثلي تماما ولا تحتاج إلى الكثير من العمق..لكن يا عزيزي نحن نعيش في عالم نحتاج فيه إلى شخص يتفهمنا جيداً أو على الأقل يحاول. ولا أحد له رصيد من المحاولات مثل شخص مفرهد مثلك.. أنت تستحق الدخول إلى كل الموسوعات لتحطيمك الأرقام القياسية في المحاولة رغم أن كل شيء حولك يقول أنه لا أمل ولا منطق..ولكنك أثبت أن المنطق لا مكان له في هذا العالم، لهذا من المهم أن أتحدث إليك حتى نجد بيننا مساحة مشتركة يطمئن المنطق للعودة إليها.. لكن ماذا أريد حقاً أن أقول لك.. اليوم دعني إذاً أفرغ بعض الأفكار التي في رأسي

الكرة الأرضية

عزيزي المفرهد قامت الكثير من الحروب والسجالات بين البشر من أجل إثبات حقيقة الكوكب.. البعض يقول أنه مستدير أو مسطح أو بيضاوي يتناقص أو يمتد، لكن في الحقيقة ليس هذا ما يهم، المهم أنه لم يعد يدور

أتعرف.. أتخيل أن كوكب الأرض سكير عربيد استولى على رصيد الخمر في الكون كله فغفل عقله، الكوكب يا صديقي يسير حافياً على قضبان القطر.. حافياً مهللاً للصفير الآتي لكي يسحقه.. لن يستطيع أحد إنقاذه ولا يجب على أحدهم أن يفعل ذلك

رسائل للمفرهد ..دعنا من الكوكب

دعنا يا سيدي من الكوكب.. ألا ترى كم المجانين المحيطين بنا.. الكرة الأرضية تضم عدداً لا بأس به من الحمقى لا يشعرون أنهم حمقى وهذه هي المأساة.. ما الذي فعلته أنا.. ما الذي فعلته أنت لكي نحاط بكل هؤلاء الحمقى؟ أظنك الآن تتسائل ولماذا أظن أني وأنت من العقلاء؟ هذه هي المأساة يا رفيق الدرب. قد اختفى الخط الفاصل الذي نلجأ إليه في النهاية… لم يعد هناك شيء نقيس عليه الجنون والعقل لذا عندما يقول عليك المجانين أنك عاقل فلا تثق كثيراً، وعندما يتهمونك بالحماقة فهم حقاً أغبياء لا يدركون شيئاً..سوف نناقش هذا الأمر بشكل آخر في الرسائل القادمة 

مين اللي عاقل فينا مين مجنون

أتذكر هنا مشهد في فيلم باب الحديد أتمنى أن يحالفك الحظ وتشاهده. كان قناوي يعشق هنومة وهي تخدعه وتهينه وتستغل الحب في عينيه، في النهاية اختار المخرج أن ينهي المشهد بوقوف تمرجية مستشفى الأمراض العقلية حاملين “قميص بكتاف” من أجل القبض على قناوي، بينما لم يكن سوى محب ترك عقله بلا جماح، أما الباقي فلم يحاول أحد أن يرى هل يستحقون هذا القميص أم لا.. هل رأيت؟ ربما الميزان اختل أو كان مختلاً من الأثاث

إنهم يحيطون بنا من كل ناحية

المشكلة أن الجميع الآن صار يلعب دور تمرجية مستشفى الأمراض العقلية، إنهم حولنا في كل مكان.. ما إن تفتح عينيك على تلك الشاشات الصغيرة إلا وتجد كل منهم يمسك بقميص ويدعوك لارتدائه. إنهم يقولون لنا كيف يجب أن نعيش. كيف يجب أن نموت. كيف نتزوج وممن نتزوج ومتى نهجر ومتى نحب. وماذا نفعل وماذا نأكل وكيف نمشي وكيف نفكر، قمصان الأكتاف كثيرة من حولنا لكن لكم مجنون لكم عاقل؟ تذكر إننا اتفقنا أن الميزان ليس موجود

اقرأ أيضا: ليه تكون إنسان واحد لما ممكن تكون إنسان كومبو

في الختام

لا أريد أن أطيل عليك. فقط كنت أحاول أن أشاركك الافتتاحية البسيطة والمواضيع لن تنتهي أبداً. فطالما أنت هناك وطالما أنا هنا وطالما نحن نحاول سوف توجد الكثير من الرسائل و القضايا الكثير من الخطرين في هذا العنبر المستدير..طاب مساؤك

للمزيد: الطريق إلى البراميل ومن غير كتافات