لماذا يسعدني الاستلقاء على الأرض ليلا؟
ألم شديد في الرقبة لا يستجيب لأي من المسكنات دفعني لمحاولة أن استقلي على الأرض ممددة دون حراك وللغرابة كان له تأثير في أن يذهب الألم عني، لكن دفعني أكثر إلى البكاء الأسئلة ، تذكرت رواية “eat pray love” حينما كانت إليزابيث تنام على الأرض وتترك نفسها للبكاء. إذا لماذا تساعدنا الأرض على الراحة والبكاء في نفس الوقت؟ ربما لأن الأرض مستقيمة متساوية ممتدة بلا نهاية أو ربما لأن مساحتها تستطيع أن تحتوينا..لا أعرف لكن كل ما أدركته أن كل تفصيلة في تلك الحياة مموجة تائهة مضطربة ووعرة وقادرة أن تكسر كل عظمة في الجسد، أما الأرض فهي قادرة على ضم كل تلك الكسور، لكن الأمر يحتاج إلى الاستلقاء لوقت طويل.. الوقت طرف في كل المعادلات الصعبة.
ايه بقى اللى ح يواسينى بعد ما اتهدت أمالي؟
كنت استلقي على الأرض استمع إلى سيد درويش وهو يعلم قلبه درسا قاسيا “والله تستاهل يا قلبي” في لحظة صعد فيها باللحن للأعلى وكأنه يستجدي السماء أن تجيبه وقال “إيه بقى اللى ح يواسينى بعد ما انهدت أمالي”.. نظرت إلى السماء وطلبت أن تجيب الشيخ سيد، ما الذي من الممكن أن يواسيه عندما يجد أماله تنهار، أظن أن الموضوع أكبر من المواساة، أنه يحتاج إلى حدث أكبر من انهيار أمنياته وبكائه وبجانبها، أنه بحاجة إلى حكمة التصديق بأنها لن تعود، وبحاجة إلى رعونة الأمل الكاذب، وبحاجة إلى أن يمل من وجودها من الأساس، الملل من المشي الطويل ربما يكون هو الدافع الأكبر للتخلى عن الرحلة دون ندم أو رجوع أو محاولة للانتظار. انتقل بعدها الشيخ سيد إلى سؤال آخر وقال “إذا كان حظي نسيني مين اروح له اشكى له حالي؟” فكان عندي الإجابة السليمة وقلت “مافيش”.
