ما هو انا لو قلت لعم رجب الحقيقة الراجل كان ممكن يحصله حاجة، لو كنتم مكانه وشفتوا كمية الحماس في عينه كان لا يمكن تصدموا عم رجب بالحقيقة أبداً. خاصة بعد ما سيب ركبي وحطني في موقف وجودي لا اتمناه لألد أعدائي
وعم رجب يا ولاد راجل طيب بيجي يسيق العمارة وبيتحمل رذالة سكانها غير المنتهية، رذالة لا تتناسب مع رفع جسمه ولا مع رفع راسه اللى اشبه براس عود كبريت محتارة .
وفي يوم ما واحنا فاتحين الباب علشان ماما تديله ماية وانا واقفة في الصالة قدام التلاجة بطلع علبة الجبنة من التلاجة ولسة بقول بسم الله الرحمن الرحيم لاقيت صوت جاي من الباب، صوت كله حماس، كله فخر وأمل..كان صوت عم رجب بيندهلي
ازيك يا دكتورة..يا دكتورة ..يا دكتوووورة..
وفي عز ما انا بحاول أجمع هو بينادي على مين لاقيت ماما بتناديني ” كلمي عمك رجب”…طلعت على باب الشقة بخطوات مترددة ولسة بحاول أفهم هو فيه ايه؟ وهو انا بقيت دكتورة امتى؟ معقول اكون نسيت انا بشتغل ايه!!! قلت لنفسي مش مهم اهدي كده و الراجل البركة ده اكيد حيفهمك..طلعت بترقب لاقيت عم رجب بيقابلني بترحاب
-ايه يادكتورة كبرتي علينا ولا ايه..ده انا مربيك من وانت قد كده.
رديت السلام والتحيات ولسة هقوله هو مين قالك اني دكتورة، ما دانيش فرصة وهاتك يا رغي..
والله على طول بدعي لك، ده انت مافيش زيك..ده احنا بنشوفك رايحة جاية في الشارع قلبنا بينشرح..
فضل عم رجب مكمل في سيمفونية المدح وفي خلفية المشهد بدأ لحن “حاسس بمصيبة جايالي” يعزف بتفرد.
فجأة لاقيت عم رجب بيتحرك تجاهي ببطئ، وبصوت بدأ يوطى ويتراجع بدرجة خلتني اتحسس مسدسي واحس ان الخطر يقترب، ومن غير فكاكة اتأكدت ان عم رجب عيان وجاي يسألني على اللي بيوجعه ويطلب مني تشخيص ودوا على الواقف..وحدث ما كنت أخافه قرب مني وبصوت مكسور ولئيم قالي “الا قوليلي يا دكتورة كنت عايز اسألك على حاجة كده…”
وهنا كنت في موقف لا احسد عليه، اهرب ازي منك يا عم رجب؟ اقولك اني مش دكتورة؟ اصدمك؟ عم رجب يا سادة شخص لا يتحمل أي صدمات،هو مصدوم بطبعه فازاي اصدمه اكتر؟؟ وبعدين ده كان بيتكلم بصيغة الجمع، يعني عم رجب وآخرون والشارع والكل كليلة فاكريني دكتورة وحاطين أمل عليا، وزي ما محمد صلاح بقى فخر العرب في أوروبا انا لازم ابقى فخر شارعنا في وزارة الصحة، اصل اهل الشارع محتاجين اي ظهر يتسندوا عليه باي طريقة ، دكتور لزوم الصحة وباشمهندس لزوم التصاريح وصايع لزوم الحق الضايع، فكيف ادمر أحلام حارتنا!!! احلام البسطاء والحطابين في الجبال والعجائز حول نار الشيشة في الشتاء
قعدت أفكر أطلع منها ازي، لن اتحمل كسر فرحة عم رجب، وفي نفس الوقت حاسة بنفس احساس تشرشل رئيس ورزاء بريطانيا السابق لما قال “الحقيقة شيء ثمين لدرجة أننا نحتاج إلى جيش من الاكاذيب لحمايتها”.. وانا محتاجة جيش من الاكاذيب ما يكشفش لعم رجب انى مجرد كاتبة مغمورة مفرهدة من الدنيا والايام، بعدين ان جيتوا للحق برستيج الدكترة والهندسة والظبطنة في هذه البلاد شيء لا يمكن التفريط فيه بسهولة خصوصا لو جالك ببلاش ومن غير مجهود، طب والحل؟ وجدتها، انا هقوله انى متخصصة في اى منطقة غير المنطقة اللى هيبدأ يشتكي لي منها، بس يبدو ان عم رجب الدنيا جاية على اعضائه كلها، ولو قلت له مش تخصصي على حتة هلاقي الحتة التانية بتوجعه، طب لو قلت له الحقيقة؟؟ احطم قلب عم رجب؟لاااااا.. انا صحيح بكره العالم بس انا مش بهذه القسوة
اه ياعم رجب لو كنت قلت كده من زمان صدقني كنت بذلت كل طاقتي علشان ما قفش الموقف الوجودي ده، وكنت حتى دخلت طب بيطري واهه علاج البهايم مش هيفرق عن علاج الناس اللي عايشة عيشتها..بس دخلت اداب رغبة مني في دراسة الانسان وتاريخة وفلسفته واديني واقفة قدامك اهه، وانت حالة لن يذكرها التاريخ ولن تفلسفها الفلسفة
بالرغم من كل شيء كان لازم اواجه الموقف، بصيت لعم رجب وقات:-
انا: ايه ياعم رجب كنت عايز تقولي ايه
عم رجب: لا كنت عايز اعرف انت بتشتغلي في مستشفى ايه علشان الامر ما يسلمش كده ولا كده، انا ولا العيال لو حد تعب نبقى نيجي لك انت بقى ولا نروح للغريب؟
انا: ياااااااااااااه يا عم رجب انت بتقول ايه بس..لا طبعا تجيلي
عم رجب: فين بقى؟
انا: مستشفى المعمورة..
عم رجب: طب تديني كارت
انا: لا مش مستاهلة كارت، انت عقبال ما ربنا يكرمك وتروح انا هبقى اشهر من النار على العلم هناك..اتعامل مع خمسة منك بس في الاسبوع وهروح هناك على مكنة مستعجلة.. ما تقلقتش ياعم رجب
عم رجب: ربنا يعلي مراكبك كمان وكمان
وهنا شعر عم رجب بالارتياح ومسك الجردل والممسحة وبدأ يسيق السلم بحماس رجل ضمن ان له ضهر في وزارة الصحة..اما انا فدخلت البيت مقررة اجمع معلومات عن كيف تصبح طبيبا في 5 خطوات لزوم زنقات عم رجب والأخرون
للمزيد: طبق سوشي وعالم تحول إلى عنبر خطرين
