Input your search keywords and press "Enter".
December 10, 2022

أنا والزومبا وأحزاني

152 Views

في الشهور السابقة صار استيقاظي من النوم شيء أشبه بالمغامرة، لكن مغامرة أواجه فيها مشاهد معروفة ومكررة، نفس العمل، نفس الأفكار، نفس الألم، نفس الطريق.. عندما توقعك الحياة في فخ التكرار فهي تقول لك أنها تستهزئ بك. لكن برغم الحزن أقرر النهوض من الفراش والمقاومة، هل سمعتم من قبل عن شخص حزين نام مائة عام؟ نحن نحزن، ننام، نصحو، ونعيد الكرة “أحيانا أشعر أن الحياة ليست سوى مشهد ثقيل مكرر

لكن هناك مشهد مكرر واحد أحبه، مشهد يدوم لمدة ساعة كل أحد وثلاثاء وخميس، إنه ميعاد تمرين رقصة الزومبا، في كل حد وثلاثاء وخميس عندي ميعاد مع هزيمة الأحزان.. لا..مهلاً “نحن لا نهزم الأحزان، لكننا نجد وسيلة نزحزحها بها عن الطريق”… إذا خطي على الأحزان وارقصي يانجمة

قواعد الزومبا الثلاثة

القاعدة الأولى: خفف رأسك

رأسي به الكثير من الأفكار، وعلى ظهري الكثير من الأحمال، وقلبي أصغر من تحمل رأسي وظهري، وفي كل مرة أبدأ الرقص وبي هذه الأفكار والهموم اأشعر أنها سوف تقلبني على وجهي، لذا لم يكن هناك مفر من ترك أحمالي على باب القاعة، لا تفكير في أي شيء، حتى الخطوة التالية في الرقص لا يجب التفكير فيها، فقط أسير مع الإيقاع واتحرك في الاتجاه الذي يريده قلبي، فمن خف رأسه خف رقصه، أو كما يقول جاهين “غمض عينيك وارقص بخفة ودلع، الدنيا هي الشابة وانت الجدع، تشوف رشاقة خطوتك تعبدك، لكن انت لو بصيت لرجليك تقع 

القاعدة الثانية:لا يوجد قاعدة

الحياة بها الكثير من القواعد التي علينا الالتزام بها وهذا جيد، لكن مهما كانت قواعد الحياة فإن الزومبا تكسرها، فهذه رقصة بلا قاعدة، لا يوجد حركة صحيحة أو حركة خاطئة، الشيء الوحيد الخاطئ فيها هو الثبات.. لذلك عليك أن تتركي جسدك يعرف إيقاعه الخاص، ارقصي على إيقاعك الداخلي وسوف تصبحين راقصة ماهرة.. “أظن أن الحياة تدور حول حول إيجاد إيقاعنا الشخصي وكل شيء بعدها سوف يصبح مفهوما”

القاعدة الثالثة: اشعري بعضلاتك

أفكر كثيرا لماذا يخوفنا الجميع من الرقص وكأنه شيء سوف ينقص من احترامنا لذاتنا أو إنسانيتنا؟ لكني عرفت السر.. في الرقص نشعر بعضلاتنا، نعرف كيف تتحرك وندرك الميكانيكا الخاصة بها، شيء أشبه بميكروسكوب متقدم ينساب داخلنا ويكشف كل عضلة وكل عصب وكل خلية، ونعرف كيف تستطيع روحنا أن تربط بين الجسد وبين العقل، إنه الإدراك، إدراك السر المكنون فينا وكأننا نزيل الشحوم التي تراكمت علينا لنكشتف ذاتنا الحقيقية..لذلك يخوفوننا من الرقص، نحن نعيش في عالم يخاف من أن نكتشف ما هي ذواتنا الحقيقية، إنهم يريدون أن نكون قرد في سيرك نرقص على طبولهم.. “اعترف اليوم أن الحياة تدور حولة رقصة داخلك عليك اكتشافها

دروس سوف تعلمها لك الزومبا

الدرس الأول: طالما مبسوطين ما نرقص كلنا

كل شعوب الدنيا تحب الرقص، إلا في مصر فنحن نحبه ونعيبه، أظن أن الأمر لا علاقة له بمنظور أخلاقي بقدر أننا اصبحنا شعب يكره الانبساط. اتذكر حديث مع صديقة لي مناصرة لحقوق المرأة، كانت تظن أن فكرة طلب الرجل من زوجته أن ” ترقص له” بمثابة فكرة مهينة “ليه هو اشتراها من سوق الجواري”.. وأنا كمناصرة لحقوق المرأة والرجل والحيوان والنباتات والوطاويط في الكهوف والسحالي في الجبال أرى أن “اللي مبسوط يرقص، ويرقص مع من يحب ولمن يحب”..لماذا نحرم أجسادنا من البهجة، لماذا نؤمن بأفكار تجلعنا أكثر نكدا وتنكيدا على البشرية

الدرس الثاني/ اسرقي جرعة الدوبامين 

يحصل الجسم على الدوبامين من العديد من الأشياء مثل أن يحضنك أحدهم أو تأكل الشوكولاتة، ولأني افتقد لكل مصادر الدوبامين تعوضني الزومبا بجرعة لا بأس بها..بعد ساعة من الرقص أستطيع أن احصل على جرعة دوبامين تكفيني حوالي 18 ساعة، إنها تساعدني على التأقلم مع الألم، تخفف عني جرعة الوجع..”أظن أن الحياة تدور حول إيجاد طريقة للتأقلم مع الألم

الدرس الثالث/ اللي قادرة ع التحدي

 في أول مرة لي في تمرين الزومبا كان جسدي متخشبا، إنني صنيعة أيام كلها عقد وتعقيدات، لكني مع الوقت أصبحت ماهرة لدرجة كبيرة، لذلك كلما جاءت إلى التمرين متدربة جديدة تخبرها مدربتنا “كابتن ياسمين” أني لم أكن أجيد أي حركة والآن صرت أجيد الكثير..أنا ممتنة لمدربتي، وأظن أننا نستطيع إتقان أي شيء إذا كان لدينا مدرب جيد يساعدنا على الثقة وعبور الطريق..ياسمين دون أن تدري تخبرنا بأهم حكمة في الحياة  وهي “لا أحد يراقبك فارقصي كما يروق لك”..لذا منذ ذلك اليوم وأنا أرقص في كل مكان وفي أي وقت كما يروق لي تماما

للمزيد: الفخ الجميل الذي أوقعني فيه الساوند كلاود