الفخ الجميل الذي أوقعني فيه الساوند كلاود

متهيألي إن اللي اخترع الساوند كلاود بقى ألطف شخص في العالم لما أضاف إمكانية تشغيل الأغناني بشكل عشوائي مش مترتب، أغاني من كل الألوان، اللي تعرفه واللي ماتعرفهوش، كأنه عايز يخلق في حياتنا مساحة من الصدف الحلوة، وأظن مافيش حاجة في الدنيا أجمل من الأشياء اللي بتحصل صدفة، خصوصاً في اللحظة اللي الأغاني العشوائية دي تتركب على المشهد اللي احنا عايشينه وفجأة تبقى وكأنها موسيقى تصويرية لكل خطواتنا ، علشان كده بتخيل حياتي من غير بطاطس لكن مش بتخيلها من غير ساوندكلاود..ودي حكايتي النهاردة مع الساوند كلاود

جيت على بالي من كام يوم

..الحكاية بدأت وانا بتمشى في الشوارع وبلف المدينة وحاطة سماعاتى وباستمتع بأغنياتي المحببة على ساوند كلاود، وعادة لما بتيجي أغنية لحد ماعرفهوش أو مش معجبة بيه قوي بغيرها وبسرعة باختار حاجة أعرفها، لكن ولحسن الحظ اتخليت عن مبدأي ده مع أغنية لعامر منيب، ما اقدرش أقول إنه فنان مفضل ليا، بس شيء ما خلاني أنسى أغير الأغنية أول ما اشتغلت وفجأة لاقيت لحن خفيف الروح سرقني وأجبرني أكمل، كلمات الأغنية كانت بتقول “جيت على بالي كده من كام يوم قلت أما اسأل فينك، وكلام بيني وبينك ما قدرش انسى ايامي معاك وبتوحشني عينيك”..كلمات حلوة وسرسبتي وحدة وحدة لآخر الأغنية من غير مجهود

أغنية بسيطة وياريت الحياة في بساطتها، يا ريت الحياة في بساطة ان أحدهم يجي على بالك فتقوم تسأل فينه..لكن المشكلة دايما إن الحياة مش بنفس السهولة، مش بنفس الرتم، فيه تعقيدات، مخاوف، تصورات وتوقعات، حاجات هتخلي مجرد السؤال عن أحدهم عبارة عن مغامرة يحوطها الخطر لأنك مش عارف رده..لأنك ممكن تكون خايف يكون نساك.. لأنك خايف تتصدم أو خايف يرجع لك الأمل.  حتى عامر منيب رجع في الأغنية وقال “وانا لو مشغول ما قدرش في يوم أنساك..بس الأيام واخداني زي ما واخداك”..واضح إنه بيقول أنا اقدر اتغلب على الوقت والأيام والمشغوليات، لكن تفسير الأيام وخداني ووخداك، هو إن فيه سدود كثيرة ما حدش قادر يعديها للتاني، سدود أصعب من إن أحدهم يجي على بالك فتسأل فينه

أومال الحب ماله

المهم فضلت ألف وأدور مع الأغنية رايح جاي، بشكل ما اكتشتف قد إيه الإنسان ممكن يفقد متعة كبيرة لما ما يجربش غير الحاجات اللى اتعود عليها، لما يخاف يخرج من دايرته ويشوف مشهد براها، يا ترى كام أغنية فاتتني حلوة لمجرد اني قلت من برة أكيد مش حلوة؟ يا ترى كام تجربة وفرصة ودرس فاتوني لما سبتهم وأنا بسمح لـ ” الأحكام النمطية “للي في دماغي وتكويني وتربيتي إنها تسوقني من غير ما قرب من التجربة -يالهوي دي ما كنتش أغنية اللي عملت فيا كل ده-علشان كده بدأت أسيب الساوند كلاود يختار لي السكة، وإذ فجأة بدأت أغنية الديفا سميرة سعيد “مونشيري جوتام خد قلبي أهه..انت واي حد غيرك انت نو” تشتغل، وفي نفس ذات الثانية اللي كانت بتقول فيها “مال الحب ماله ما هو حلو أهه” كان في ولد وبنوتة ماشيين قدامي في منتهى الخفة والحب وبكل سحر وهدوء الولد ضم البنت لحضنه في لقطة كانت تحمل كل جمال الدنيا وتلقائيتها وبساطتها، فلاقيتني بقول “اومال الحب ماله ما حلو اهه”…وقلت لنفسي “الحياة مثل الساوند كلاود..أنت لا تعرف ما هي الأغنية التالية”..ويمكن ده سر المتعة والرعب أحيانا

للمزيد: قضايا وجودية في أغاني الست