Input your search keywords and press "Enter".
August 3, 2021

أشخاص أقوياء وحياة تافهة

225 Views

الحياة مكان مرهق ومتعب وماحدش يقدر ينكر ده. الأوبشن الزيادة اللي بيتمتع بيه أي أشخاص أقوياء هو قدرتهم على المرور بالطرق الصعبة بشجاعة كبيرة. بيعافروا ويقعوا ويقوموا بنفس قوتهم وحماسهم. بس فجأة الحياة ممكن تصفعهم بشيء أتفه ما يكون لكن قوتهم مش بتقدر تتعامل معاه. الصفعة دي لما تعرضهم لمواقف هما مش بيقدروا يستخدموا أسلحتهم في الشجاعة والإقدام وتقبل الخسائر معاها..

يعني خلينا نضرب مثل، نفترض إن الشخص القوي ده هو الشخص اللي عايز يطلع جبل. طوال طلوعه للجبل هو بيستحمل الحر والضغط والشيلة اللى على كتفه والصخر اللي بيدوس عليه. هو عارف إن رحلة طلوعه للجبل هتقدر تفهمه الحياة. تجربة تستحق المخاطرة والموت عشانها. هو قوي وقادر يتعامل معاها وقابل انه يقع من على الجبل..عشان كده مهما أتألم بيرجع شخص أكبر.. أنا طول عمر الناس بتقول عليا شخص قوي عشان كده عمر ما حاجة صعبة هزمتنى أو رجعتنى ورا أو خلتني أشيل همها حتى.

لما الحياة تضربك بتفاهة

المشكلة بقى او الصفعة هي لما القوة دي ما تبقاش لها لازمة في التعامل مع مواقف مؤلمة صغيرة مش محتاجة لا شجاعة ولا قوة..مواقف بيبقى كل حربك فيها هي البحث عن إجابة لسؤال “ايه ده..إزاي حصل.. وتبقى مش فاهم تحارب وتاخد حقك فيها ازاي او تنقذ نفسك منها بأنهي طريقة؟”.. حاجة شبه الدوامة. دوامة البحر هي الحاجة اللي مش محتاجة منك تعرف تعوم او قوة عضلات. هي حفرة انت بتقع فيها وانت ماشي مآمن للبحر تماماً من غير ما تحس إن الخطوة الجاية هي الخطوة اللي هتاخدك وتلففك وماتعرفش انت هتطلع منها ولا لأ.. في الدوامة انت بتسأل.. إيه ده؟ حصل ليه؟ أنا إيه اللى وقعني هنا؟ أنا شخص شاطر وبعرف اعوم طب ليه مش قادر؟

لو حد فيكم فاكر فيلم إشارة مرور. الفيلم ده كان في مشهد لعماد رشاد وهو واقف في الشارع جه شخص وراح مديله قفا وجرى. ماقدرش يقوله انت عملت كده ليه ولا يحصله. رجع في حالة من التروما. أنا كنت واقف في حالى وإذ شخص قرر يثبت حاجة لنفسه مش مفهومة وهي إنه هيكون مبسوط وهو بيديه قفا.. الشخص ده مش شرير بس هو افتكر ان ده هزار أو حاجة هو قابلها هو نفسه لو خد القفا ده مش حيتضايق.. عماد رشاد كان الشخص المصدوم هو ماخدش رصاصة هو شخص واقف سرحان في حتة بعيدة اوي جه حد قرر يحط التاتش بتاعه ويعلم بقفاه على وشه. لو كان ساعتها قدر يمسكه كان الناس حتحوشه وتقول معلش ما يقصدش كان نيته هزار أو ضحك..لكن زي المثل ما بيقول الطريق لجهنم مفروش بالنوايا الحسنة.. أنا شخص قوي بس مش بيعرف يتعامل مع المواقف اللى ما بتقدرش تستخدم فيها شجاعتك أو قوتك..في المواقف اللى بتاخد فيها القفا على غفلة وما تبقاش فاهم ليه حد قرر يعمل ده من غير سابق معرفة أو إنذار.

سلام نفسي ولا خوف من المواجهة

كل الحاجات دي فكرتني بإني مرة قعدت وسندت ضهري لورا وقلت لماما..عارفة انا ليه عندي سلام نفسي مع الحياة وبقدر أكون كويسة دايما؟ عشان أنا بتعامل مع تصرفات الناس اللي بتضايقنى من منطلق ان الناس دي مش شريرة بس عندهم حتة في عقلهم ضاربة وانا مش حعمل عقلي بعلقهم بالتالي مهما يقولوا أو يعملوا فانا مش حعطل نفسي واقول هما بيعملوا كده ليه، انا عندي حروب تانية أهم. ثم انى مش شخص مهم لدرجة إن حد يفكر يضايقه أصلا..أنا في حياة الجميع مصممة أكون هامشية جدا..أنا مش مفيدة لدرجة إن حد يعرفنى عشان مصلحة ما.. ومش الشخص اللى طول الوقت بيجامل واجتماعي، ومش الحد اللى يقدر يحل مشاكل أو يدخل في مواجهات أو عندي حاجة حد ينافسنى ويكرهنى عشانها..كل اللى عندي حبة كلمات ووقت بحب الناس تشاركني فيهم… لكن اكتشفت مع التجارب أن ده مش كافي لتحقيق السلام النفسي.. وانه كمان كان هروب من المواجهة في المواقف الصغيرة..وبالتالي حتى وانا ماليش لازمة بسمع حاجات أو بيحصل معايا تصرفات او مواقف شبه الدوامة أنا ببقى جواها مش عارفة اجدف ولا اصرخ..وبعد ما اخرج منها حالة الصدمة هي اللي بتبقى مسيطرة.. في الآخر اانا اكتشفت إن التجارب الكبيرة والمؤلمة اللى واجهناها بشجاعة هي درس بنتعلمه عشان نبقى أقوى.. بس المواقف والدوامات والضربات الغير متوقعة ما بنعرفش نخرج منها. هي حاجة بتحطنا في حالة من عدم التوزان وبنبقى مش فاهمين احنا محتاجين نستخدم أنهي سلاح عشان نكون فيما بعد اقوياء وقادرين نبعد الاذى عن نفسنا. وخصوصا الأذى غير المتوقع تماما.

ماعنديش مصلحة اقدر اعملها لحد فأكون شخص الناس بتحبه عشان مصلحة. لكن مع النضج اكتشفت إن ده مش سلام نفسي ولا شجاعة. ده خوف من المواجهة في كل المواقف الصغيرة وبالتالي بقى من حق أي حد إنه يغلط بشكل أكبر. 

Share This Article
No More Posts
[mc4wp_form id=""]