Input your search keywords and press "Enter".
January 22, 2023

ابن أمه أمام اللجنة

337 Views

“تقول فرنسا “مذاكرتك في دماغك..مطوتك في جيبك..اللي يقولك غششني قطعه..غش انت

من منا لا يحب فرنسا؟ الأم التي تجري وراء طفلها البالغ “البغل” في كل زقاق، تحل له المشاكل و” تُليس” له الماضي والحاضر والمستقبل.. فرنسا تسد فراغات ابنها وتساعده على الاستمرار إلى الأبد

فرنسا مثال للكثير من الأمهات المصريات – وأقول الكثير وليس الجميع- وبالرغم أن نموذج الأم الحامية هو أقرب نموذج نحبه في هذه البلد الموكوبة، إلا أنه في النهاية ينتج أشخاصاً غير واعيين وعلاقات متأزمة..لكن ما علاقة فرنسا بما سوف نحكيه اليوم..دعوني أخبركم

منذ أيام سمعت بعض الإشاعات حول قانون الزواج الذي لن يعطي تصريح للعروسين إلا بعد العرض على لجنة متخصصة، وهنا طقت في خيالي فكرة غريبة، ماذا لو كانت هذه اللجنة جدية وعلمية وحقيقية؟ ماذا سوف تفعل ملايين الأمهات اللاتي لديهن ابن غير ناضج على المستوى المادي والعاطفي لكي تجعله يأخذ التصريح..اسمعك عزيزي القاري وأنت تقول “القرد في عين امه غزال”..لكن القرد في مجتمعنا “عبيط وامه عارفه”..وهي تؤمن ان الزواج سوف يصلح حاله

وهنا بدأ خيالي المريض في تصور بعض القصص للكثير من الأمهات، لكن لأن الوقت لا يتسع سوف أحكي لكم قصة 3 منهن، وقد قررت أن أعطيهن كلهن نفس الاسم “أم بودة” فبودة وأمه فكرة والفكرة لاتموت، هما شيء يحدث في كل الأزمان والطبقات مع تغيير التفاصيل..لذا إليكم قصة الأم البطلة ” أم بودة” و رحلتها لتزويج بودة ابن العشرين عاما

القصة الأولى: أم بودة فوق الكنبة

أم بودة تتصل بواحدة من الجيران التي عُرف عنها أنها بذلت كل ما لديها من طاقة وعمر وحكمة لتزويج اسم النبي حارسه “ولعة “، يضرب بهذه المرأة التي استدانت من طوب الأرض المثل في التفاني بالرغم أن “ولعة” غارق في الحشيش، وامه غارقة في اغلاق ملفات المراقبة عليه، وكان الهدف تزويجه علشان يستقر. سوف تتصل بها ام بودة و تسأل عن الأسئلة سألها القاضي، وعن الاجابات النموذجية التي قالها ولعة رغم استحالة حالته، ستدون كل حرف وكل كلمة وتسأل عن كل تفصيلة، عندما يأتي سيد الرجال سوف تجلس معه لكي تحفظه الاجابة النموذجية عن كل حرف

القصة الثاني:أم بودة في الانتريه

في هذه الحالة لن تكون أم “ولعة” الحشاش هي مصدر معلوماتها،  لأن بودة ليس ولعة، بودة لا يتعاطي الحشيش كمخدر، لكنه لا يعرف أين يذهب؟ كيف يفكر؟ كيف يقرر؟  أحيانا لا يعرف ماذا يعمل؟ إنه ينتقل بين العمل والآخر مثل أبو الطقطيق..إنه يواجه الواقع بلا تدريب مسبق، فلقد تعود انه “نونا على الحجر ماما تهزه”

بودة صاحب الطموح الرمادي الضبابي الذي لا يعرف كيف يحققه لنفسه، لكنه مدرك أن ست الحبايب سوف تدفع الثمن -حتى شراء شقته اللقطة ذات الغرفتين والاقساط والاجهزة  والشبكة وكل شيء

بودة وأم بودة لا يعرفون شيئاً عن ماهية الحياة، لكن الأمر محتاج تسديد خانات، خانة وظيفة نظير الشكل الاجتماعي، وفرح نظير الفشخرة، وزوجة منكسرة صغيرة و جميلة من نظير الفشخرة برضه وعليها أن تحمد ربها لأن الحظ اختارها لاسم النبي حارسه بودة ابن ام بودة، بالإضافة إلى نيش وجبسون بورد، وذرية مضمونة من قبل أن تخلق..وبوفتيك علشان ماحدش يقول علينا حاجة

وبالنسبة لاختبار اللجنة فبالتأكيد سوف تحفظه الاجابات النموذجية وتأتي له بواسطة، ولو رُفض فسوف تعيد الكَرة، ستجعل بودة أمام اللجنة مرة واتنين وتلاتة حتى يمل المتخصصون ويأخذ التصريح، لن ترتاح أم بودة إلا حين تتأكد من أن هناك فرصة لكي يمرر بودة جيناته إلى أجيال أخرى، فجينات بودة لا بد ان تستمر، وبالرغم أن الديناصورات انقرضت إلا أن أم بودة لا تؤمن بأن جينات بودة يمكن ان تنقرض.

القصة الثالثة: ام بودة في الكومباوند

ترى ماذا تفعل كي يتزوج بودة ويمر من اللجن؟ بالظبط، هو ما جاء في بالك..سوف تبحث عن بنت كبير اللجنة، وتزوجها لبودة..وهنا لن أحتاج لأن أذكر لك قصة الولد وأمه، فهما لا يختلفان كثيراً بضبابيتهم ورماديتهم وأحلامهم غير المبررة،  لكن كل مافي الأمر أن الأم لديها سلاح يجعل المستحيل حقيقة..سوف يستمر بودة حتى لو حلف كل أنبياء أنه محتاج ظبط زوايا، وهذا لأن أم بودة تؤمن أن الجواز أهم من التوازن، وأن ذريتك أهم من تعرف لماذا أنت هنا وما الذي يمكنك اكتشافه بعيدا عن عقل أم بودة

للمزيد: فرحت قلتله أمك وأمين أمك