Input your search keywords and press "Enter".

فرحت قلتله أمك وأمين أمك

164 Views
أمك وأمين أمك

كل يوم أخذ على نفسي عهد أن أتوقف عن متابعة فيديوهات السوشيال ميديا خاصة تلك المتعلقة بالأفراح، والزواج، والـ “فيرست لوك” واستبدلها بالفيديوهات الوثائقية عن آكلي لحوم البشر في غابات الأمازون المنسية. لكن الشيطان دائماً ما يغلبني ليس فقط للمشاهدة، لكن للتعليق.. دائماً ما أجدني أقول “ما كل هذا العته”..ثم أقولها بالإنجليزية “شيت” يعني تباً

حقيقي ما كل هذا العته؟

من بين كل الجدل الذي دار والذي يدور والذي سوف يدور حول الصور والفيديوهات المتعلقة بالزواج فإن فيديو “فتاة كتب الكتاب” يستحق نصيب الأسد من الاهتمام، وليس مجاراة للتريند، لكن أي عاقل يحاول أن يقرأ ما بين السطور في الفيديو سوف يعرف أن المشكلة لا تخص هذه الفتاة وحدها، لكنها تخص جيل بأكمله يفكر في الزواج بطريقة مريبة وغير حقيقة، وكأن هناك شخص لعب في الـ”السيتنج”..وبالتالي أصبحنا نجد أنفسنا كل يوم أمام شروط لا يمكن تخيلها، فما الذي قالته حقاً فتاة كتب الكتاب

اعظم انتصاراتي

الجملة التي استوقفتي كثيراً هي “انت اعظم انتصاراتي” لاحظوا أننا في حالة كتب كتاب، فلماذا أصبح الزواج وهو -الأمر المكرر والاعتيادي والذي لا يدل على إنجاز- نوع من الحروب التي تستدعي الانتصارات والهزائم؟! أظن أن المبالغة في الأمر لها تفسير سياسي واقتصادي واجتماعي يحتاج عشرات المقالات.. لكن- انتوا بتكتبوا عقد جواز مش بتكتبوا التاريخ – فلا داعي للحديث عن الحروب والمعارك.

لماذا نأخذ الأهل إلى منزل الزوجية؟

المشهد الأكثر رعبا “أهلي تحطهم في عنيك”..وهنا يأتي السؤال الأهم، لماذا يصطحب المقبلين على الزواج أو المتزوجين الأهل إلى حياتهم، فالإنسان والحيوان والنبات حتى الحيوانات ذاتية التكاثر يتزوجون من أجل إنشاء عائلة جديدة للمستقبل، لكن في حياتنا الأهل هم الحائط والطوبة والأساس لبناء منزل الزوجية وهم العقبة في استمراره بدرجة كبيرة. وكم من زيجات انتهت بسبب الأهل وتدخلهم الذي ما أنزل الله به من سلطان

وحتى لا تسئ فهمي عزيزي المفرهد، فإني لا أقصد هنا استبعاد الأهل من المشهد لكن ما أقصده هو أن الأبناء عندما يكونوا لديهم القدرة على الزواج لابد أن تتحول علاقتهم بالأهل إلى علاقة مختلفة، علاقة يسودها الود والرحمة والتخفيف عن الكاهل، وليست علاقة أساسها اصطحاب الأهل إلى منزل الزوجية لكي يكونوا جزء لا يتجزأ منه

وإن جيتوا للحق فإن أفضل ما تقدمه زوجة لأهل زوجها هي أن تجعل ابنهم سعيد ويشعر بالرضا وقادر على إدارة حياته دون أعباء، وبالتالي سوف يذهب إلى والديه خفيفاً ليخفض لهما جناح الذل من الرحمة لأن لديه من يرحمه ويحبه ويطمئنه، وإن جيتوا للحق برضه فإن أفضل ما يقدمه زوج لأهل زوجته هو أن يكون هو أهلها ويمنحها السكينة والاطمئنان ويعينها على بِرهم.. هذه معادلة بسيطة للغاية ربما تجعل الحياة في هذه المساحة “الموكوبة” من العالم أفضل

أمي ثم أمي ثم أمي

في هذا المشهد وصل الأمر لقمة الخيال العلمي، عندما أصرت الفتاة وقالت “أمي ثم أمي ثم أمي”..هنا  تخيلت لو أن الزوج كان رجلاً جيداً، يعمل بضمير، ويواجه أعباء الحياة، طيب القلب دمث الأخلاق يذهب كل يوم إلى العمل ويواجه مصاعب الحياة والأقساط وكل شيء وهو حقا يحمل فوق طاقته من أجل تأسيس منزل، ثم يكون شرط العقد المكتوب “أمي ثم أمي ثم أمي”.. ما نوع هذا الشرط الهلامي؟ وما المطلوب بالظبط؟ وما هي فروض الطاعة والولاء المطلوبة؟ ربما لو كنت مكانه كنت سأصدق على كلامها وأقول “أمك ثم أمك ثم أمك”.

عايزين حد كبير نكلمه

المشهد أعقد من هذا، وكل شيء في هذا البلد يهدم فكرة الزواج نتيجة للعديد من الأسباب، لذلك لو كان هناك عاقل في هذا البلد سوف يقف على أعلى قمة لها ويدعو إلى وقف تلك المهزلة لوقت طويل، وفي هذا الوقت يجلس المصريون جميعا ليتساءلوا، هل يريدون زواج قائم على الصداقة والود ومشاركة الهموم وستر الضعف وشد العضد..هل يريدون زوج يتأكد أنه لا مساحة للطمأنينة دون زوجة تحبه، وزوجة تتأكد أن لا شرط ولا عقد يجعل الرجل جيداً إلا إذا كان هو نفسه رجل جيد؟ أم يريدون “خناقة” فيها منتصر ومهزوم وعندما نصل لإجابة ربما يصبح المشهد خالي من العته

للمزيد: لماذا قالوا أن التاريخ يتيم؟

Share This Article
No More Posts
[mc4wp_form id=""]