عزيزي الاوساذ حمزة نمرة، تحية طيبة وبعد. .. بالرغم من تفهمي لألمك الناتج عن البحث لمدة سنتين عن حد يشرب معاك قهوة في حتة بعيدة او حتى قريبة وتكتشف ان ماحدش فاضيلك، إلا ان المفروض اننا ناس عدينا الـ 30 – مشيها التلاتين الهي تنستر- وده معناه إننا كبرنا ونضجنا وعرفنا حقيقة الحياة، واننا مش المفروض نحمل الأصدقاء دور غير دورهم
وكونك انك فضلت آخر واحد على الطرابيزة دي مش مشكلتهم، وحدتك مسؤوليتك، ثباتك في مكانك مسؤوليتك، ماحدش غدر بيك يا اوستاذ حمزة ولا انت محتاج تقسم الخانات لأنك ساعتها هتلاقي نفسك واقف في خانة لوحدك تماما، ومجرد اكتشاف الحقيقة دي مؤلم بطريقة لا يدركها غير اللي مر بيها
بالرغم من ذلك فدي هي الحياة، والأصدقاء من الطبيعي ان مراتبهم تتغير مع مسؤولياتهم العائلية والعملية وظروفهم المتقلبة. مش مطلوب منهم يسيبوا أولويات حياتهم علشان يخففوا وحدة حضرتك، اه انت امبارح كنت على رأس القائمة لكن النهاردة بقى فيه ناس أهم منك شرعا وقانونا، لأن الوضع اختلف والاختلاف سنة الحياة يا عزيزي، كون ان انت وضعك ما تغيرش فالموضوع ما يستحقش البومات وبكائيات، وإذا كانت الجملة المأثورة في فيلم نيمو بتقول “السمك صحاب مش طواجن”، فانا احب اقولك “الصحاب مواقف مش البومات”.. الصحاب يتعاتبوا لما يكون في ايدهم مساعدة ويتأخروا، مش علشان المفروض يكونوا قاعدين مستنين حضرتك تتغلب على أحزانك الناتجة عن اختيار طريق مختلف عن الآخرين
اه ممكن تمشي وقت طويل لوحدك، هتمر عليك أيام تكلم الرصيف وتتمنى انه يكلمك، هتتقفل في وشك مكالمات كتير، هيتقالك حجج منطقية ومش منطقية ، ده لا يعني إن الآخرون سيئون، لكنهم مفرومين زيك لكن بطريقة مختلفة. يعنى هل من المنطق انى اطلب من صديقتي انها تسيب قرود في عمر الزهور، محتاجين كتيبة للسيطرة عليهم، وانها تسيب مسؤوليتهم والتفكير في حياتهم علشان انا اشعر بالوحدة؟؟ او علشان تشرب معايا قهوة في حتة بعيدة؟ وهي اصلا محتاجة تشرب جلوكوز من اللي بيحصلها.. احنا بنطلب من الآخرين شيء صعب في زمن اصعب
أنا زيك برضه احيانا اشعر برغبة كبيرة في شرب القهوة مع الأصدقاء، في مكان بعيد نتكلم فيه عن نفسنا الجوانية، بفضل أفر في 100 اسم متسجلين على الموبايل ما بلاقيش فيهم اسم واحد يكون عندي الشجاعة أكلمه من اجل مشاركة أحداث الدنيا…لكن بطريقة ما الحياة علمتني ان درس الوحدة صعب لكنه محتاج قلب كبير لتفهمه
يمكن الشعور بالوحدة متعب، يمكن اللحظة اللي حد يقولك فيها مش قادر اسمعك هي نفسها اللحظة اللي بتقرر فيها ما تتكلمش للأبد، بس مين قال ان الحياة لازم تعدي من غير اختبارات وجودية صعبة زي دي
عارف يا اوساذ حمزة المشكلة فين؟ المشكلة اننا بنلبس الأدوار لبعض وبنطلب من الآخرين يقوموا بأدوار مش بتاعتهم، لان الدور اللي احنا محتاجيته محدش لعبه صح
احنا بنطلب من الاصدقاء يكونوا شركاء وموجودين وجاهزين لاستقبال ألمنا طول الوقت، بس في الحقيقة ده مش دورهم، الحبيب أو الحبيبة هما المطالبين يكونوا موجودين طول الوقت لأنهم نصنا التاني اللي بيحقق لنا التوازن، الأحبة بس هما اللى المفروض يكونوا موجودين في كل موقف، واللي يلاقي حبيب وونيس بجد هو اللي خد حظه من الدنيا كامل وهيكون جواه قدرة على مسامحة الأصدقاء وكل اللذين غادروا، لانه ساعتها هيكون مطمن وقلبه مستقر، والانسان بعد ما يطمن إيه اللي ممكن يهمه تاني؟؟ ايه اللى ممكن يرعبه؟؟ أكيد ولا شيء… لكن اللي ماعندهوش حد يطمنه هيفضل يشاور على المكان الغلط ويقول هنا في ألم مع إن الألم في حتة تانية خالص
لهذا..أرجوك يا عزيزي الاستاذ حمزة، نسيبنا من غدر الأيام وبُعد الصحاب والحساب على المشاريب، ايه رأيك تغني للحب؟ بس نظرا لميولك المتحفظة بلاش اغاني الحب من منطلق البراءة وأدب الفضيلة علشان مرة عملتها وباظت منك بصراحة
احنا محتاجين أغاني عن معاني الحب ومحاولة هذا الجيل البحث عنها ضمن الخرابة اللي احنا فيها، غنى عن الحاجة لأشخاص تكمل معانا الطريق، نسيبهم يصلحونا ويسيبوا لنا الفرصة نصلحهم، كلنا على البايظ يا اوساذ حمزة والله، علشان كده محتاجين ناس تدخل حياتنا تطمنا وتفهم جروحنا وتقرر تكمل للآخر لأن دورهم هو تكملة الطريق للآخر والتواجد في كل لحظة وحين، لأنهم اجزاء من الروح مش مجرد أشخاص مفضلين بنختارهم على حسب الموقف والوقت الفاضي
غني عن جيل محتاج يفهم عواطفه ويحط كل حاجة في مكانها الصح، مش يقضيها بكائيات على العمر اللي راح، والحساب اللي دفعه لوحده…يا استاذ حمزة احنا مشينا معاك من ايام ما كانت تذكرتك رايح جاي، فأرجوك ماتخدناش لتذكرة اتجاه واحد لسكة “ضاع العمر يا ولدي”..احنا محتاجين نحس اننا قدامنا لسة كتير
للمزيد: ارحموا ميتين جدودي