Input your search keywords and press "Enter".
February 18, 2023

لا تجرب هذا الحب في المنزل

388 Views

locker roomفي الـ

حيث تتشارك الفتيات أسرارها وحكايتها، قلت بعض الآراء المتفرقة عن الحب والعلاقات، الحب بعيداً عن مبدأ المكسب والخسارة، والحب بعيداً عن الإطارات المظهرية التي تدمر كل شيء..ربما تجدوا أن هذا الحب غير صالح للاستخدام اليومي او المستعجل، لكني أؤمن أنه على الأقل صالح للاستخدام الآدمي

انت عارف معنى الحب ايه؟

هناك علاقات لا تمت للحب بصلة،  لأنها مرتبطة بالحصول على شيء من الطرف الآخر،  أما الحب فهو يدور حول ما نريد أن نعطيه نحن للآخر. فعندما تجلس أمام شخص لتفرض عليه شروطك لكي تحبه أو لكي تكمل قصتك معه، فهذا نوع من أنواع المقايضة، لكن عندما تجلس مع شخص وتقرر أن لديك الكثير من الأشياء التي تريد أن تعطيها وتشاركها إياه فهذا يعني أنك تحبه…لذا: صديقي، صديقتي، أنظر لنفسك  وأسألها ما الذي سوف أمنحه لهذا الحب؟ هل لدي نضج كافي للتحمل، هل أؤمن بالتضحيات والتنازلات؟ هل داخل نفسي أشياء تستطيع تحمل ضعف الآخرين؟ إذا كانت الإجابة بلا، ابدأوا في علاج أنفسكم حتى تكونوا مؤهلين للحب او للعلاقات بشكل عام

حتى أنت يا شاكيرا

ما الذي يفعله الرجل بعد جملة “أنت تستاهلي حد أحسن مني؟” ..في اعتقادي أن الرجل حين يغادر لأنه مل أو شعر أنه غير مرتاح فسوف يفني نفسه في العمل، أو الجيم أو السجائر، المهم انه يلاقي حاجة ينفخ فيها

الشيء الوحيد الذي لن يفعله هو النظر إلى الوراء أو متابعة حساباتك على الإنترنت.. أما أنت يا عزيزتي -هتحرقي بنزين كتير – وأنت تضعين العديد من السيناريوهات المحتملة لشعوره بفقدك

إليك أبرز مثال، شاكيرا، تلك المرأة التي لفت الكرة الأرضية على هزات وسطها، بعد أن تركها بيكيه، كانت تحرق أنفاسها في التفكير في كيفية الانتقام والشرشحة من خلال اغنياتها، لكن ما الذي كان يفعله هو؟ كان يمضي واحدة من أكبر الحملات الإعلانية ويبدأ حياة مع حبيبة أخرى..فهنا أسألي نفسك..هل أنت شاكيرا؟  لا..إذا ما الذي تتوقعين أن يفعله معك “سيد فسوة”

كله دخل في كله

الرجال والنساء في هذا البلد البائس غلابة.. ونادرا ما يدرك المرء فينا القدرة على تحديد مشاعره وتسميتها باسمها. فنحن تعلمنا أنه من العيب أن نذكر أعضائنا الحميمية باسمها الذي خلقه الله، وطبقنا الأمر على مشاعرنا، لذا فنحن لا نجيد فهم مشاعرنا أو تسميتها ووضعها في النطاق الصحيح،  ولهذا نسمي أي شيء يمر في العقل والقلب حب، بينما لو مر الحب الحقيقي نسميه شيئاً آخر، لأننا تعلمنا كيف نبعد عن حقيقة ذواتنا..وكله دخل في كله وبقت معجنة

بنلبس كلنا

ونتيجة لعدم القدرة على تسمية الأسماء بأسمائها. وتقريبا ولأن – الحب مالوش أهل يسألوا عليه- فنطلق اسمه على أي شيء. الإعجاب، الرغبة في الحصول على أمان مادي أو اجتماعي، المظهرية، الرغبة في كيد الآخرين، أن تقول للجميع أنك لست أقل منهم، الخوف من عدم الدخول في علاقة نتيجة تقدم العمر أو الحالة الاجتماعية، المصلحة التي تقوم على مصاهرة عائلتين لديهما القدرة المادية على تسيير الأمور واستمرارها.…ولأننا نخاف أن نصف السبب الاساسي لبداية هذه هذه العلاقات فاننا نقول “حبيت..أصله بيضحكني”..وفي النهاية بنلبس كلنا

ما الذي نحتاجه من الحب؟

نحتاج من الحب الكثير، الحب احتياج لشخص آخر في حياتك تكمل معه المشوار، لا أن تكمل به المشوار. فحواء حين خلقت في الجنة خلقت للونس والمشاركة، ولكن الخطيئة ضيعت كل شيء

إذا نحتاج إلى آخر يساعدنا على كشف حقيقتنا، عن نفسنا الحقيقة، لا نخجل من ندوبنا أمامه، نحاول إصلاح أنفسنا من أجل أن نكون جديرين بمشاركته، نتعلم منه ما نجهله..وهذا دور لابد أن يتم تبادله بين الرجل والمرأة، ليس حكرا على أي منهم

لكن ولأننا “اتلعب في السيتنج بتاعنا” نتيجة التربية في مجتمع لم يحدد حتى بعد الـ 7000 سنة حضارة معنى وشكل العلاقات، فإننا دائما نطلب من الآخر لعب دور غير دوره. فجيل الثمانينات مثلا أكثر جيل كان الأب له بمثابة بنك، ومع غياب العاطفة بين الأب والأم، ومع تحمل الأم المسؤولية في وقت غابت فيه العاطفة، صار على الأبناء أن يسدوا الفراغات، ويعوضوا الكبار ما فاتهم، فلم نعد نعرف ما هو شكل العلاقة التي من المفترض أن تكون بين الرجل والمرأة، لأن الأغلبية منا ولدوا في بيوت مشوهة 

لهذا نطلب من الشريك دور غير دوره، الفتاة تريد من الزوج أن يتحول لأب، والشاب يطلب من الفتاة أن تكون كأمه التي تحملت أباه دون شكوى..لا يملك أحد الشجاعة لكي يوقف كل هذا ويبدأ في البحث عن تجربته..ولكي تفعل ذلك تحتاج إلى المقاومة، ولو فشلت مقاومتك لن تجد أمام نفسك إلا إكمال مسلسل الفشل الذي بدأ مع الآخرين…”مستلمينها على البايظ والله”

بالحب وحده انت غالي عليا

أما الحب فهو دائما بريء من أي سوء، إنه تلك اللحظة التي أقرر فيها أن أشاركك خير قلبي، أن اسمعك بالروح قبل الأذن، أن أمنحك قبل أن أطلب منك، أن نكون الونس المفقود والصداقة التي لا تقف عند حد، أن اقف أنا وانت نواجه الدنيا ،ونطيب جروحنا منها، لا ان نقف في مواجهة بعضنا لنعرف من منا سيحصل من الآخر على صفقة ناجحة..أو كما قالت الست “بالحب وحده انت غالي عليا..بالحب وحده انت ضي عنيا”.

واتمسوا بالخير

للمزيد: قضايا وجودية في أغاني الست