وانت بتقضي كل يومك في الشغل، وبتحس بالذنب لو فيه يوم عدى من غير ما تحطم الأرقام القياسية في عدد ساعات العمل، إفتكر إن فيه في العالم الآخر روح إنسان اسمه “كامي شوجي” بتبصلك من مكانها ك “تعالى تعالى تعالى”، بنفس صوت وبهجة عمرو دياب في اعلان مدينتي، بس انت هتروح مدينة تانية خالص
والحكاية بتبدأ في آواخر التمانينيات في القرن اللي فات، حيث كان فيه موظف ياباني في سوق المال اسمه “كامي شوجي”، الراجل ده ضُرب بيه المثل في الإنجاز في العمل، علشان كان بيشتغل أكثر من 90 ساعة في الأسبوع، وكانت الأمهات اليابانيات بتقول لولادها “عايزاك تكبر وتبقى كامي شوجي”.وبما إنه كان -ابن الشركة- فالشركة شافت انه ممكن يدي تدريبات للموظفين على “فن البيع” وده طبعا كلفه ساعات عمل إضافية، ولما حصلت حالة ركود في السوق، بدأ يشتغل أكتر علشان ينقذ شركته، احنا مش عارفين هو أنقذ شركته ولا لأ، لكن اللي عارفينه أنه ماحدش انقذه من السكتة القلبية اللي أصيب فيها وهو يادوبك 26 سنة..أرقد في سلام يا كامي شوجي
ومع الوقت بدأت اليابان ترصد ظاهرة سموها “كاروشي” أو “الموت نتيجة الإفراط في العمل”، ولقوا ان نسبة كبيرة من حالات الوفيات والانتحار والامراض بتحصل نتيجة ساعات العمل الطويلة، وبالرغم إن القوانين حاولت تقلل ساعات الشغل الرسمية، إلا إن ثقافة تقديس العمل عند المواطن الساموراي ماتغيرتش، وفكرة الراحة أو الإجازة بقت ممكن تجيب للواحد العار. وده اللي ذكره موظف ياباني في تقرير نشرته مجلة بي بي سي، قال انه بقاله سنوات ماخدش يوم راحة لسبب واحد وهو “ما اقدرش أكون الشخص “الوحيد اللي بيطلب إجازة
وإذا قارنا بين الإنسان الياباني سهتان العينين، والإنسان المصري كريم العنصرين، وبين بيئة العمل لكل واحد فيهم، وعائد العمل، فهنلاقي الإنسان المفرهد بطبعه إما بيعمل ساعات عدد زيادة علشان يحقق احتياجاته الأساسية، أو علشان يحقق نمط اجتماعي يساعده ينتمي إلى الطبقات الاجتماعية الناجية، وبالتالي بيتسحل في شغل واقساط وديون تخليه من غير حياة اجتماعية أصلا، بس هو مطمن انه حقق مظاهرها..وفي الحالتين نقدر نقول على كل واحد فيهم انه في زون أبعد من الكاروشي زون..ومن هذا المنطلق نحب نسألك انت منطقة عدد ساعات العمل وبيئة العمل بتاعتك ايه”؟؟؟ خد وقتك وجاوب وانت بتقرأ الفاتحة للساموراي “كامي شوجي”..ربنا يبشبش الطوبة اللي تحت عدد ساعات عمله.