Input your search keywords and press "Enter".

أشباح طنين الأذن

132 Views

أحاول ألا أعود لسابق عهدي، إلى اللحظة التي اتمنى لو نُزع من قلبي كل المشاعر، من خوفي على وجودي بين تلك الجدران، أنا .. من تُعاقب على فعلتها، أنا … من هربت من مصادقة روحها، فصادقها الأشباح والعقارب، أشعر بتلك المسات التي لا تشبع ولا تروي، فقط تزيد توترتي وريبتي ممن حولي، أكره الخزي، أكره الخفاء، أحاول جاهدة أن أكتب عن تلك اللحظات، ولكني أرفض إعادة إحياءها، لا أريد استعادة هؤلاء الأشباح.


ظننت في وقت من الأوقات أن الجميع يقرأ مشاعري كيافطات الشوارع النيون، ويفسروها بالظبط كما افسرها، ظننت أنهم يسمعون صخبي بوضوح، واعتقدت أنني اصدر الإشارات الكافية لأنذرهم بخطره؛ ليسدوا أذانهم، ورغم مرابطتهم لي، أكن على يقين أنهم امتثلوا لتحذيراتي المتكررة، وسدوا أذانهم، وأنهم موجودين فقط ليحاولوا فهم لما كل هذا الصخب، لما كل هذا الطيران؟ وعندما تثقل عليهم الأسئلة، يهربون بعدما يهدأ الصخب بوجودهم، فيعود أعلى وأعلى، حتى انتكس، وأبحث عمن يتحمل صخبي أيًا ما كانت الأسباب!


أنكرت فكرة أنني اتحمل كل تلك المشاعر وحدي، وأن ما بداخلي يخصني فقط، أدعيت أنني قادرة على امتصاص كل المشاعر في رحمي، أرعاها وأكبرها حتى تنضج وتشع مرة للآخرين حياة وصخب، ملأت طبقي بكلمات توصف كل المشاعر التي أمر بها أنا ومن حولي، تقمصت أرواح الجميع، نسيت روحي، توحدت مع كل من حولي، تعاطفت مع من ألقى علي اللوم ليستطيع النوم، وتعاطفت مع من سبني وهو لا يعلم أن ما قاله سبة من الأساس، تعاطفت مع الجميع، ونسيت أن لا مائدة بلا طبقى، لا مائدة بلا التعاطف مع نفسي، فسيرت في الطرقات برحم عطب من كثرة الأحمال، وقلب ثقيل يدغ بالدماء بأسرع صورة لعله ينقذه! يفشل في كل مرة، فكل يوم يحمل الرحم شعور ما جديد، في لحظة يشفق على طفل يجره أبوه جرًا ليصلوا إلى وجهتهم سريعًا، ولحظة يتمزق بسبب أسرة بيتها جدار في شارع البحر!

Share This Article
No More Posts
[mc4wp_form id=""]