إن كنت صديقي ساعدني ولا تحدثني عن هذا الوباء اللعين الذي يترصد بنا على عتبة البيت؟ لا تحكي لي عن الأرقام التي تتصاعد كل دقيقة، لا تخبرني باحتمالية المؤامرة ونتيجة الجهل ووسائل المقاومة أو انتظار فقد من نحب..سوف تسألني وما الذي يجب أن نتحدث عنه في ظرف قاتل مثل ذلك؟ سأقول لك تكلم معي حول كل الأشياء التي سوف يكون من غير المنطقي الحديث عنها في ذلك الوقت.
لماذا لا نتحدث عن رحلاتنا المدرسية القديمة إلى متحف الأحياء المائية. بضع سمكات ملونة في حوض كانت كفيلة أن تجعل قلوبنا تمرح وتجوب الأرض سعادة. دعني أحدثك عن حبي للشوكولاتة وكيف أنها تستطيع أن تحول عالمي الكئيب إلى مزيج من الألوان في ثانية واحدة،. كل هذه الأشياء سوف تبقى معنا كرصيد للمقاومة في أيام عجاف آتية.
دعنا نتحدث عن شيء لا منطقي آخر. لماذا لا نتحدث في هذه الساعة عن الحب؟ ألا تعرف أنه شيء بسيط وجميل؟؟ لا يمكن أن نعرف ذلك إلا في وقت مثل هذا.. نصاب بالفيروس ياصديقي بكل بساطة فلماذا لا يفعل الحب كذلك. مصافحة من الأيدي تجعلك ساكنا في قلب من تحب.. أخشى ان مصاحبتي للأفلام الهندية قد آثرت على عقلي إلى هذا الحد.
لكن فلنتخيل القصة سويا فتاة في منتصف العمر تلمح حبيبها من بعيد تخرج أنفاسها في كفها محملة بكل ما تحمله له من أحلام دفينة وحب لا ينتهي (لا تخشى شيئا عندما اعبر عن الحب بهذه الكلمات المراهقة مازلت احتفظ بعمقي ووقاري لكن الوضع لا يحتمل إلا ان نرى الأشياء ببساطة) أقول أن الفتاة رأت حبيبها الذي لا يعرف عنها شيئا تجري ناحيته لأي سبب تدعي التعثر فيحاول أن يمسك يدها يسري فيروس الحب في يده يستنشقه فيشعر بأن شيء انزرع في قلبه فيكون حبها الذي لا يشفى منه أبدا.. لماذا لا ينتشر الحب بسرعة الفيروس؟ فكر في هذا الأمر.
فنتخيل القصة سوياً
دعنا مثلا نتكلم عن كيفية زراعة الفول والذرة والبطاطا في علب الزبادي البلاستيكية كما كنا نفعل صغارا، دعنا نتكلم عن ترتيبات عيد ميلادي في الغد..سوف اجعل قلبي يخلق أمنيات كثيرة ويطلبها وسأحاول أن ابتسم في أول الصباح ولا أحسب الرصيد الذي استهلك هباءا من عمري وسأقول أني مازلت في بداية العشرينات من العمر وسأتجاهل ما دون ذلك.. اقترح لي ياصديقي طريقة أو كتابا أو اغنية أقضي بها هذا اليوم حتى أشعر بالسعادة.
دعنا نحلم بيوم آخر بعالم آخر بالوقت الذي سوف ننظر فيه للوراء ونقول كان وقتا صعبا لكننا سرنا وأكملنا..يبدو أن هذه هي الحياة أن نسير ونحن نقول كان وقتا صعبا لكننا لم نجد أمامنا سوى إكمال المسير ووقف الحديث عن هذا الوباء اللعين.
للمزيد: لو كان رفيق القلب هو نفسه رفيق الرحلة؟
