حبة تخاريف كده على الماشي

امبارح قلت احاول انبسط حبة واخفف عن نفسي ضغوط الحياة، رحت اتفرج على التلفزيون ولاجل ما انا حد محظوظ فتحت لاقيت . قدامي واحد من الأفلام الملحمية وهو فيلم حرب طروادة troy. وبعدها بدأت معايا حبة تخاريف وأفكار.

الفيلم عبارة عن ملحمة حلوة عن الحب والحرب، بس اللى شغلنى مش الملحمة اللى شغلنى هو ازى المحاربين طول المعركة بيقدروا يكملوا بالرغم انها بيتجرحوا طول الوقت؟ما فيش بطل إلا بياخد ضربة من هنا على ضربة من هنا بس في النهاية بيكمل الحرب للأخر، واخر المعركة يروح لوحده يخلع درعه ويفضل ينضف في جروحه.

أبطال بس مش أسطوريين

مع الوقت اكتشفت ان في ناس كده، مش ابطال اسطوريين لكن محاربين، طول الوقت بيواجهوا حاجات مؤلمة حاجت توجع قوى، بس هما مجبرين يكملوا للآخر، بيتكسفوا يقعدوا على جنب ويشاوروا ويقولوا هنا في وجع، أو هنا في جرح غويط، لما بيروحوا اخر اليوم بيخلعوا الدرع ويبصوا على كل الخرابيش ويعيطوا، يعيطوا جامد بيلمسوا كل جرح وبيسألوا طب ليه؟ هو أنا وحش للدرجة دي؟ ولا انا ضعيف وما قدرتش احمي نفسي؟ ويا ترى المعركة تستاهل ولا ما فيش منها غير الجروح؟ مش بيلاقوا اجابة..بس بيبقوا متأكدين انهم لازم يقوموا الصبح يطمنوا كل اللى حواليهم انهم موجودين وبيضحكوا وكويسين، هما ممكن ما يكونش لهم دور كبير في حياة اى حد، بس ماحدش بيصدق انهم ناس بتتألم عادي ووقتها بيبذلوا مجهود عشان يتكلموا أو يضحكوا، هما كل اللى نفسهم فيه أن حد عينه توصل للوجع وتقولهم على الاقل “معلش” أو يطبطبوا عليهم.

وممكن أقول إني بعتبرني من الناس اللي طول النهار بيحاربوا – بس لا بطلة ولا اسطورة- لكنى من غير قصد لقيتنى مطالبة أكون  في صراعات دايما، ومن فترة سافرت واديت لنفسي كام يوم بعيد عن كل صراع، وقتها  خلعت الدرع وقعدت على جنب، ولاقيت جروح من سنين ما اتفتحتش، التشبيه مقرف بس حقيقى، شفت الجروح وعرفتها، بس الاجازة كانت قصيرة وماعرفتش ممكن اعالجها ازي مالقتش قدامي  غير انى اقوم واحط الدرع تانى واكمل معركتى للاخر وانا مش عارفة هي تستاهل ولا لأ.

هذا ما فعلته الحياة

الحياة بتوجع لدرجة انها مش بتدينا مساحة نعيط وندبدب في الارض، كل يوم الصبح بنقوم نلاقى مسئوليات كتير وما بقناش صغيرين عشان نقول حنهرب ونجري، بقت حتى مسؤوليتنا ان اقرب الناس لينا يشوفونا في احسن حال عشان لو شافونا تعبانين حيتعبوا على تعبنا، وقتها بنعرف ان الحياة كبرتنا قوي من غير ما ناخد بالنا.

خلص الفيلم، واخيل انضرب بسهم، السهم قتل أخيل، لكن الحقيقة أن اللى قتله الحب، يعني تفضل بطل طول حياتك وتستنى تموت في المعركة وفي الاخر تموت بسهم باريس اللى ضربه في شريانك في لحظة من لحظات الحب والضعف..كأن الأبطال يعيشوا حياتهم يدوروا على الحب والسلام وما يلاقوش حاجة فيهم إلا في آخر لحظة.فالناس تقول دول ماتوا بالسيف لكنهم ماتوا بالحب..وده قدر المحاربين الناس شايفة دايما سيوفهم المرفوعة بس مش شايفة قلوبهم اللى على حد السيف. بس كده الفيلم خلص.. وتخاريفي وكل حاجة ..وتصبحوا على خير

للمزيد: المفارقة